أسفٌ على أسفٍ ومثليَ يَأسفُ
والدَّمعُ جارٍ... والمنيّةُ ألطفُ
يعلو على همّي بنو ديني الأُلي
هُمْ لي دمي ...وأنا فؤاديَ مرهَفُ
أبكي على العرب التي بلدانهم
هيفاء رقَّ لها الجمالُ المُدنَفُ
لأَدِيمُها وقَوَامُها مدعاة قطـ...ــرٍ ذابَ من حُسنٍ ..هَمَى يتلطّفُ
حتّى ارتواها القدُّ وامتشقَ الحلا
أطرافها.. والسحرُ خصرٌ مُخطَفُ
عربيّة الأبدان طاهرة الحشا
أمشاجُها ...من عاهدوا لم يخلفوا
قد أثخنوا فيها الجراح ولم تزل
عن رغم ذاك... كأبلجٍ تتغطرفُ
بدرٌ... وما بدرَ السماءِ شبيهها
فهيَ النعومةُ وَهْوَ عنْها الأكلَفُ
أوّاهُ يا أهلَ العروبةِ مالكم
خلّفتموها في الذين تعسفّوا
وتركتموها في القيودِ .. وهل أسًى ؟
أقسى إذا كانَ المقيّدُ يوسُفُ !
كتبَ الذي خلقَ الورى في اللوحِ ما
عجز الذي قد ظنّ غيبًا يعرفُ
ما انشّق فِكْرٌ أو تزمّتَ مذهبٌ
إلّا غواهُ طريقهُ المتعسّفُ
أبَنِي أبينا نحنُ أهل عقيدةٍ
وسَطٍ .. وما تُهديهِ خيرٌ أوطَفُ
لكأنّ أحزاني ضيوفًا يمّموا
قصْدًا إلى قلبي... فقلبيَ مُتحَفُ
يادار عاصم من ربيعة بلّغي
أركان هذي الأرض أنّي الزُخرُفُ
سيفي أجرّدهُ وربّي حافظي
أبدًا عليه توكّلي لا أرجفُ
مالاح حسنٌ أو تكلّمَ مثلهُ
إلا أسرتُ وناب عنّي الموقفُ
أو جنّ ظلمٌ... أو تعرّضني الأذى
كنتُ المُضيّ... وهُنَّ ليَّ القرقفُ
بيني وبين فجائعي صهرٌ وقد
برَّ التواصل بيننا ما ننطِفُ
مادسّهُ الغرب الكريهُ لموطني
هوَ ما نراهُ الآن عِرقًا ينزِفُ
وطني الذي أعيَا العدوُ لقائهُ
لو أنّهُ متربِّصٌ مستأنِفُ
إن كان غرّهُمُ ممات محمّدٍ
فاللهُ حيٌّ والسيوفُ ومصحفُ