|
لا تَخْلِطي بينَ الأمورِ (يـبابُ) |
الحُلْمُ حلْمٌ والحِسابُ حِسابُ |
لا وقتَ عندي للمحبّةِ والهوى |
وترابُنا يلْهُو بها الأغْرابُ |
ويُوَزّعون على البيادقِ مكْرَهُمْ |
والأمْرُ منهمْ نافذٌ ومُجابُ |
هذي جيوشُ بلادِنا تغتالُنا |
وعلى عُيونِ العالمينَ ضَبابُ |
يتفاخرونَ بِبَطْشِهِمْ بِشُعُوبِهِمْ |
ومعَ العِدى تُتَبادَلُ الأنخابُ |
لا تطلبي منّي قصيدَ تغزُّلٍ |
مُتفاعلُنْ مُتفاعِلُنْ تنسابُ |
أَدَبُ الكِتابةِ ليس حلّاً وارِداً |
فلقدْ هَوَتْ بحيَاتِنَا الآدَابُ |
ما الشِّعرُ إلّا راحةٌ لحْظيّةٌ |
تمضي وتبقى بعدها الأتْعابُ |
ما الشِّعرُ إلا لُعبةٌ منظُومَةٌ |
في طيِّها تتحطّمُ الألعابُ |
لا نَظْمَ يُرجعُ للخَرابِ نِظامَهُ |
فالنّظمُ نظْمٌ والخرابُ خرابُ |
زَرَعَ العُداةُ لنا عُداةً وسْطَنا |
فتخاصمتْ بجفونِنا الأهْدابُ |
وَ وُلاتُنا صاروا عليْنا نقمةً |
وتَخالَفَ البُسَطاءُ والأقْطابُ |
وغدَتْ على كلِّ الدُّروبِ دماؤُنا |
بِدِمائنا ودمُوعِنَا تنسابُ |
أينَ الملاذُ وكُلُّ دربٍ مُغْلَقٌ |
مسدودةٌ بوُجوهِنا الأبوابُ |
تَرِثُ الجراحُ مِنَ الجِراحِ جراحَنا |
ويُعيدُنا بعْدَ العذابِ عذابُ |
وَالموتُ حيٌّ يقـتـفي آثارَنا |
ولنا على آثارهِ أسْبابُ |
كمْ ذبّحونا بالمدافِعِ عُزّلاً |
بطريقةٍ لمْ يأتِها الإسْلابُ |
كمْ مَثّلُوا بالحامِلاتِ أجنّةً |
كيْ لا يحِقَّ لِمِثْلِنا الإنْجابُ |
كُلُّ الأعاريبِ انْزوَوْا بجُحورِهِمْ |
متخاذلينَ وحولَهُمْ حُجَّابُ |
سكرى وأحسنُ ناطِقٍ بوُعودِهِمْ |
يهْذي، وأفضلُ صادقٍ كذّابُ |
قد أعْرَبَ الإعْرابُ عنْ أحْوالِهِمْ |
فكأنّما أوضاعهُمْ إعْرابُ |
أعلامُهمْ "منصوبةٌ" وقلوبُهمْ |
"مكسورةٌ" و"ضميرُهمْ" مُرْتابُ |
و"الحالُ" يحْمِلُ حالَهمْ ومُحاَلهم |
لمّا تُذَلُّ مِنَ الرِّجالِ رِقابُ |
و"النّعْتُ" ليس بتابعٍ منعُوتَهُ |
ما لمْ يَكُنْ منعوتَهُ الأغْرابُ |
لا رفعَ يرفعُ "فاعلا" في نحوِهِمْ |
والفاعلون جميعُمْ قد غابُوا |
"أسماؤُهمْ" ليستْ لها أسماؤُها |
فجميعُها أودتْ بها الألْقابُ |
أتسامحيني يا (يـبابُ) فإنّني |
مُلقىً على إسْفَلْتِنا ومُصَابُ |
إنّا مَعاً نشكو مواجعَنا وقدْ |
بلغ الفؤادَ عَنِ الفُؤادِ عِتَابُ |
ولنفترضْ أنّي بحُبِّكِ مُحْرَقٌ |
فبِنارِنا يتفرّقُ الأحْبابُ |
ولْتعْذُريني لمْ يعُدْ في داخلي |
قَلْبٌ، ولا في جُعْبَتي إعْجابُ |