اسمحوا لي ان الج هذه الواحة لانهمل منها ومن روادها الكرام ما يذكي قريحتي وينمي افكاري ويغذي موهبتي انا الذي امضى هذا العمر يبحث عن ملجأ امين بعد ان كادت الغربة ان تقضي على البقية الباقية من افكاري ومعتقداتي . فهل يا ترى احد بينكم متسعا لمثلي .
وطني الحبيب
وطني الحبيب
اتراك تسمع
أو تجيب
حتى أبادلك الكلام
أو العتاب
أو البكاء بل النحيب
و أنا الذي ....
في دفء حضنك
بين أهلي
كالغريب
لا ....
و الذي بيني و بينك
بل أقل من الغريب.
وطني الحبيب
يا أول الكلمات و الأسماء من
قلمي الصغير
مترنحا ...
مترددا ...
متشبثا ...
يخشى على الحرف الثمين
من الوقوع
يحبوا ... لتتكأ الحروف
على السطور الزرق في كراستي
و من اليمين .. الى اليسار .. ينقشها :
عراق الله ...
ما أحلى حروفك يا عراق
جميلة
و أنيقه
و ثمينه
و الدهشة الاولى .
تحدق بالحروف .. تلثمها
و تقبل القلم الجريء
و طويت دفتري الثمين :
جوهرتي الوحيده
و أنا .. أكاد أطير
بفرحة الدمية الجديده
و تعلقت كفاي في كفيك :
دجلة و الفرات
درنا ...
رقصنا .. للقاء ..كأصدقاء
(( عراق يا عراق يا عراق ... يا أعذب الأسماء يا عراق ))
أتراك تنسى الأصدقاء
لكنني ...
في القلب ، لا في كراستي
أودعت أسمك ..
يا صديق طفولتي
أتراك تحتمل الفراق ؟
أم أنت تحسبني غريب ؟
الا تجيب ... ؟
وطني الحبيب
مالي أراك ممزقا
و مفتتا
و مشتتا
مثلي تعذبك السجون
أو الحروب
أو الحدود
مثلي .. تكبلك القيود
حتى م نرزح في القيود
الا تجيب ؟
و طني الحبيب :
كنت الحضارة
و السعادة
و الرخاء
يا مهد ابراهيم
يا مثوى أجل الأولياء
ماذا تراك فعلت لتبتلي
هذا البلاء
اعصار ؟
عاصفة ؟
طوفان ؟
حرب ؟
قد تؤول الى انتهاء
لكنه الحزن المقيم
كما الجحيم
كما القضاء
القتل و السلب و التعذيب
دائرة
تدور كما الرحى
تطحنك يا وطن العناء
هذا يزيد
و كل يوم .. كربلاء
هل ثم مختار
لثأرك يستجيب ؟
الا ترد الا تجيب ؟
وطني الحبيب :
و طني الجريح
و طني الذبيح
وطني الاسير :
دع قمقم الصمت الذي وضعوك فيه
و أنهض
بدجلة و الفرات
أنهض بكل الأرض
من وحل السبات
الي السماء الي الحياة
عملاق أنت
لطالما دست الطغاة
من هؤلاء ليأسروك
و يمنعوك من النهوض
أو الكلام
ليسو سوى زمر الظلام
الخائفين من الضياء
فأشرق ..
لنجعلهم هباء
اني عهدتك شمسا
لا تميل الى مغيب
وطني الحبيب :
أهديك من قلبي
و من قلمي السلام
لا تنسى
ان كنت تقدر أن تجيب
و ستستجيب
مهما يطول بك الزمان
ستستجيب ...
وطني الحبيب :
الى اللقاء .
مع تحيات عبد الكريم الوائلي / العراق