تَمَرُّد
مختار محرم
رَسَمَ الدَّهرُ عَلَى خَدِّ التَّمَنِّي
دَمعَةً قَد أَخَذَت ثَأَرَكِ مِنِّي
فَتَمَرَّدتُ عَلَى لَيلِ هَوَانَا
صِرتُ للحِرمَانِ طِفلًا بِالتَّبَنِّي
لَم يَعُد بَينَ ذُنُوبِ الحُبِّ ذَنبٌ
غَيرَ مَا أَخفَتهُ أَوهَامُكِ عَنِّي
لَسْتُ أَدْرِي مَا الَّذِي يَجْعَلُ قَلبِي
يَصْنَعُ اللَّحْنَ وَيَنسَى أَن يُغَنِّي
ذَاهِلٌ عَن ذِكرَيَاتٍ كُنتُ مِنهَا
صِرتُ كَاللَاشَيءِ فِيهَا أَو كَأَنِّي
أَيُّ ذِكرَى سَوفَ أَروِيهَا لِصمتي
فَأَنَا النِّسيَانُ .. وَالنُّكرَانُ فَنِّي
فَاحمِلِينِي فِي أَحَادِيثِكِ ظِلًّا
يَتَمَشَّى فِي دَهَالِيزِ التَّجَنِّي
وَاقرَئِينِي فِي كِتَابَاتِك حَرفًا
يُبلِغُ الدُّنيَا بِمَوتِي وَيُهَنِّي
لَم يَعُد صَوتُ أَنِينٍ فِيَّ يَحيَا
لَملِمِي ذِكرَاهُ مِن صَوتِي وَإِنِّي
وَدَعِي بَوحَ أَحَاسِيسكِ يُنبِي
إِنسَ أَحلَامِكِ عَن أَحلَامِ جِنِّي
وَذَرِينِي شَبَحًا لَا يَتَرَاءَى
وَانْفُضِي عَن قَعرِ فُنجَانِك بُنِّي
وَارحَلِي خَلفَ مَسَائِي وَحُطَامِي
وَاترُكِينِي فَلَقَد خَيَّبتُ ظَنِّي
وَتَوَحَدتُّ مَعَ الَّليلِ وَصَارَت
خُطُواتُ الفَجرِ تَمشِي فَوقَ جِفنِي
شَاءَت الأَقدَارُ أَن نَمضِي فُرَادَى
فِي دُرُوبٍ لَم يَعِش فِيهَا التَثَنِّي