بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي القدير والصلاة والسلام على الهادي البشير
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد
أخي المسلم
ها نحن ذا قد وصلنا للعشر الأواخر من رمضان .
مضى ثلثاه ، ولم يبق إلا ثلثٌ واحد ،
إنه الثلث الأخير
إنها :
العشر الأواخر
فهلاّ اجتهدنا فيما تبقى من الشهر الكريم
هلاّ اجتهدنا في العشر الأواخر كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل
فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر
ما لا يجتهده في غيرها من الأيام
نعم أحبائي
أوَ ليس لنا في رسول الله أسوة حسنة
( وهو الذي غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
فما بالكم بنا نحن ؟
والذنوب تحوطنا من كل جانب
ونحن أحوج ما يكون إلى كل حسنة تنفعنا يوم العرض على الله عز وجل
يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم
نعم أحبائي
فربما تكون هي الفرصة الأخيرة لنا في هذا الشهر الكريم
لكي نصحح ما يمكن تصحيحه
وندرك ما يمكن إدراكه
فلعلنا بعدها ننال الدرجات العليا عند الله عز وجل
فـنغـنم من خيري الدنيا واللآخرة.
أما آن للعابثين اللاهين منا أن تخشع قلوبهم ؟
أما آن لهم أن يغتنموا هذه الفرصة الكبيرة للعفو والمغفرة والعتق من النار ؟
بدلاً من تضييعها منشغلين في الأسواق بالإعداد لأيام العيد
وآهٍ من الأسواق
وما أدراكم ما الأسواق ؟
ألا يكفي أن يكون بهذة العشر الأواخر ليلة من أعظم الليالي
نعم إنها ليلة القدر
( و ما أدراك ما ليلة القدر ) ..... القدر-2
(ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ) .... القدر-3
قال صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم :
( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )
و في العشر الأواخر أحبائي يكون الإعتكاف
فهل منا من جرب الإعتكاف ؟
ورأى ما فيه من لذة وخشوع و روحانية ؟
حين يكون المرء مقبلاً على الله عز وجل بكل أحاسيسه و جوارحه
ومتفرغا للعبادة والذكر والتسبيح.
لا تشغله النساء ولا أي شئ من شواغل الدنيا عن التبتل لله
والذكر والعبادة
اللهم تقبل منا الصيام والقيام
وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ولا تنسوني بالدعاء جزاكم الله خيراً
مع أطيب تمنياتي واحترامي
د.جمال مرسي