|
أدمعٌ من جفون الطهر ينهمرُ |
أم عقدٌ من لظى الجمر يستعرُ |
أعطر على خدود الزهر ينسكبُ |
أم براكين الجرح تحتضرُ |
يا طفلتي العذراء يا عِقد الرياحين |
شذاك شل مني اليأس .. |
و غُصنُ الحزنِ ينكسرُ |
يا طفلتي الغراء يا أملي |
يا نسمةً |
كالطير يغريها ... |
شدو الصباح ونور الفجر يعتصرُ |
يا بسمةً من شفاك كأنها .. |
عِقدُ الجُمانِ دراً راح ينتثرُ |
شمسٌ في جبين العُذرِ أنتي |
وفي وجنة الطهر قمرٌ ونجمُ |
موجٌ من شذا طهرك عابقٌ |
من حسنك المرسوم يكتحلُ |
يا طفلتي... |
بل يا طفلة الطهر من أنتي |
ومن تكونين |
أي أرض تقطنين ؟ |
وأي طيفٍ من العِفةِ تحملين ؟ |
قالت وكأن البدر يحكي |
والحرف يسبقه عطرُ الياسمين |
أنا بسمةٌ من ثغر فلسطين |
أنا طفلة قُطِفَتْ من بساتين جنين |
حال عليها الحول ولم تنفض عنها غبار السنين |
ولكن .. |
مهلاً يا رجلاً أحسبك |
من الراكعين .. |
هذا سؤال حار في شفتي |
ي من سنين |
أَرَقَنَي ولا جوابَ إلا صدى الحرمان .. |
ردده الأنين .. |
ضج في خافقي متسائلاُ .. |
أين المسلمين ؟ |
أين فجري فليلي أضحى سنين |
هذه شكواي |
والأنين |
صافحتني يد الردى |
والغدر الدفين |
من أرعنٍ |
لا يعرف سوى دماء الآمنين |
يغتال في شفتي كبريائي والكرامة |
أين الثائرين .. |
يغتالها قردٌ أسودٌ |
من قبحه القبح يكسُفُ وجهه |
تعلوه الكآبة من سواد الآثمين |
أين حمام السلام فلا أرى .. |
غير خفافيش اليهود الحاقدين |
أين أرى جواباً يشفي الغليل |
أعلى طاولة السلام حيث الغرب الكائدين |
وبنوا العُرب تحت الكراسي قابعين |
يتخافتون .. نعم نعم نحن حقاً بائعين |
في يد كل واحدِ منهم مقلمةٌ ودواةٌ وكأسٌ وسكين ... |
(( خارطةٌ وطريقٌ وضياعٌ في دروبِ التائهين )) |
فلتفرحي أرض فلسطين |
أم أرى جوابي في شعارات الناعقين |
ترسمها أيادي المفسدين |
هذه صرختي تجوب أرجاء الكون تهيم |
يا قلوب الغافلين اللاهثين |
متى تسمعين |
أي سلام |
تبتغين |
أي صبح ترتجين في دجى الليل البهيم |
أي ظمأٍ تُذْهِبين بسموم الأفاعي والثعابين |
هذا جنونٌ |
أين عقول العارفين ؟ |
أغضيت طرفي ألملم أوراقي |
أين أجد جواباً .. |
أسائل كيفَ الحروفِ تُبين ؟ |
فهزَ سمعي حمحمةٌ وصهيل |
وارتمى بصري في أفق الكون الفسيحِ |
فرأيت خيلاً في حياض العز سائرين |
تشق عباب الكون |
تجر أذيال النصر المبين |
تثير غبار الكبرياء |
يعلوها حماةٌ ثائرين |
ها نحن قادمين |
فاتحين .. فاتحين |
لا تيئسي يا طفلتي |
فالحق نورٌ و الباطل سرابٌ ... |
خلف الظلامِ دفين .. |
فيا خيل الكرامة متى تصلين ... |
متى تصلين ؟ |
متى تصلين ؟ |