|
لا تنسَ فالدور آتٍ انتَ منهارُ |
ما دام في الشرق تجارٌ وسمسارُ |
لن تُقتلنَّ ولن يَطْويكَ |
سجنهُم ُ |
ولا عليكَ من الابوابِ |
تُغْلقها |
ولا تُرجّي اليها عودة ً |
ابدا |
وسوف تمضي مع الاهلين مغترباً |
يسوقك الرعبُ والخِذلانُ والعارُ |
وسوف تلقى من الاعراب مكرمة |
يخففون عليك الحِملَ ما ساروا |
فاحفظْ بجيبْك منديلاً تفيضُ به |
دموعُ طفلك اذْ تُعييه اسْفارُ |
غدا تجوعُ ففكرْ كيف تطعمهم |
فدمعُ طفلك لن تَرثييه انظارُ |
غدا ستُنسى ولكن سوف تذكرُهم |
على رصيفٍ بأرضٍ لستَ تختارُ |
أقبلْ حزيرانُ ما اقساكَ مُنتَظراً |
وما اقلّكَ وصلاً يا حزيرانُ |
كم انتظرناك.. عاما كاملا بأسىً |
وكلُّنا لك اخوانٌ وجيرانُ |
لم ننتظركَ لاشواقٍ فمعذرةً |
ففي القلوب احاديثٌ واشجانُ |
نودُّ منك بأن تصغي لأنّتنا |
فأنتَ تعلم أن القلبَ حيرانُ |
وانت تشهد أن الدهرَ شرَّدنا |
وانت تعرف ان العُربَ قد خانوا |
فيا حزيرانُ زدني واسْقني الَما |
اني بحزني واوجاعي لَسَكرانُ |
ويشهد الله اني رغمَ نزْفِ دمي |
جرحي خفيٌّ ودمعي فيه عِصْيانُ |
بلادُنا مثلما خلَّفتها ابدا |
مذابحٌ وانتهاكاتٌ وطغيانُ |
وفي غد سوف تأتينا وعالمُنا |
مُمزَّقٌ مثل هذا اليوم مِحزانُ |
اقبِلْ حزيران ..ما أقساك مُنتظَرا |
وما أقلَّكَ وصلاً يا حزيرانُ |