آل الواحة الكرام ..
سلام الله منزَّل عليكم ورحمته تعمكم وبركاته تنتثر عليكم
رحلتنا إلى هناك ، إلى روابٍ تمتع عيني الناظر وتيثير آثار مناطقها حنين القلوب ..
إنها مدينة ليست ككل مدن ، فيها الحضارة والعراقة
وأهلها أصحابُ الكرم والشهامة والإباء
أهل الذوق والأخلاق ..
رحلتنا إلى عوالم أحد شعرائها الكبار /
عمر أبو ريشة
الكاتب السوري الرائع
فهلمُّ نتعرف عليه ..
عمر أبو ريشة ينتمي إلى عرب (
الموالي) المنتشرين في البادية الممتدة بين العراق وسوريا وكانت هذه العشيرة على جانب من القوة والبأس وأصول هذه القبيلة تعود إلى فضل بن ربيعة من طئ والتي انحدر منها شعراء كثر، لهم مكانتهم في عالم الشعر العربي ومن هذه القبيلة الأمير أحمد أبو ريشة الذي أسره الأتراك لأنه ثار عليهم هو وعشيرته واقتيد إلى استنبول حيث تحضر ولم يعد إلى البادية.
وجاء أولاده مصطفي أبو ريشة إلى قرية القرعون في القاع الغربي التابعة لـ (
جب حنّين ) في لبنان وقد تلقى علومه في جامع الأزهر وعاد قاضيا ثم تزوج من آل لقادري في القرية المذكورة وزوجته هي الشيخة مريم القادري وكانت متصوفة على الطريقة الشاذلية وكان شيخها القطب (
علي نور الدين اليشرطي ) التونسي.
أنجبت أربع بنين هم : شافع ، وأمين ، وفتح الله ، وطفل مات صغيرا .
وشافع هو والد شاعرنا عمر أبو ريشة الذي حكم فترة السويداء (
جبل العرب) من قِبَلِ الأتراك وبعدها أخذ ينتقل في المناصب السياسية بين الدول بأمر من السلطات التركية تزوج من حفيدة القطب علي نور الدين اليشرطي واسمها (
خيرة الله) وهي فتاة ذكية وتتمتع بذاكرة مدهشة ، أنجبت له بنين وبنات منهم الشاعر عمر أبو ريشة ولدته في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منهاإلى سروج التابعة للواء "أورفا" في تركيا ثم إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الأمريكية في بيروت في العام 1930.
وجدير بالذكر أن نعرف أن هذا الشاعر وأهله كانوا على المذهب الصوفي حيث أن الجدة مريم القادري كان لها تأثير قوي على زوجها إضافة إلى مناظراتها الكثيرة مع علماء دمشق حيث أدخلت في هذا المذهب الشيخ مصطفى نجا وأحمد عباس وقاسم الكستي من بيروت .
ثم سافرإلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها الكيمياء الصناعية ، ثم انقلب عمر إلى باريس
وفي لندن تعرف شاعرنا على فتاة انجليزية جميلة وأحبها بكل مافي الفتى الشرقي من اندفاع وصفاء ، وتعرف إلى أبيها وكان من أثرياء لندن وقد أعجب والدها بنباهة الشاعر وأخلاقه وقربه منه وعاش العشيقان فترة الحب الأول بكل مافيه من حلاوة وحلم ، ثم عاد الشاعر إلى حلب ليقنع أهله بحبه لهذه الفتاة فباركوا له حبه وأظهروا الرضا عن رغبته في الزواج إلا أنه رجع إلى لندن ووجد أنها توفيت بمرض التيفوئيد فحزن لوفاتها وشعر بالفراغ وتحطم الآمال ، وسجل حزنه هذا في قصيدته ( خاتمة الحب) وظل من هذا الحب حزنٌ شفيف في أعماق الشاعر لفترة طويلة وأثناء وجوده في لندن كان يتردد على باريس في زيارات قصيرة .
وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا