أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حول طبيعة الصراع الحالى

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي حول طبيعة الصراع الحالى

    طبيعة الصراع الحالى تستحق منا الوقت والجهد لتضح معالمها وملامحها ، لأن تزييفها وتصويرها للجماهير فى الاعتصامات وفوق المنصات على غير حقيقتها أضرَ كثيراً بالثورة وهددَ كيان الأمة المصرية ، فهل نحن أمام صراع دينى أيديولوجى ، أم مجرد صراع سياسى على كراسى الحكم ؟
    كانت الاجابة معروفة لدى دونَ أن أطرح أسئلتى على كثيرين من أبناء التيار الاسلامى حول الوفاء للديمقراطية واعتناقها كمذهب فى الحكم واحترام تداول السلطة .. الخ ، لكن لندع الاجابات والانطباعات جانباً ولنعترف أن الأطراف الاسلامية أثناء احتدام الصراع هى الأكثر قابلية لآليات الديمقراطية وقواعدها بعكس التيارات الأخرى ، وهذا فى حد ذاته ليس حكماً عاماً مُسلماً به ؛ لنقولَ أن الاسلاميين أوفياء تماماً للديمقراطية وأن العلمانيين جاحدين تماماً لها ؛ لأن هذا يعود لطبيعة المجتمع المصرى المنحاز بفطرته للرؤى الاسلامية ، حيث من المستبعد أن يُعطى ثقته للعلمانيين البعيدين خطاباً وتطبيقاً عن قناعاته .
    التيار الاسلامى فى مصر وغيرها من البلاد العربية الاسلامية ينحاز للديمقراطية ويُطالبُ بها ويكثرُ الحديث عنها ؛ لكونه ابتداءاً واثقاً من فوزه على أية حال وبقائه فى سدة الحكم أطولَ فترة ممكنة طالما ضمن انتخابات ديمقراطية شفافة .
    وكثير من المفارقات تطفو على السطح اذا تمت الصدماتُ الموجهة بأسئلة من عينة : كيف اذا وصلَ حزب شيوعى أو يسارى الى الحكم ؟ وهناك نكتشف بسهولة أن الصراع بعيد عن هذه المنطقة وأن الدفاع ليس خالصاً عن الديمقراطية والشورى كقيمة وكايمان فعلى بالتداول ، وأن القضية لا تعدو مجرد أداة ووسيلة أكثر من كونها قيمة .
    وبالنسبة للعلمانيين فالعكس صحيح حيث يمثلون الأقلية ، ونستطيعُ التأكيدَ هنا أن اشمئزاز العلمانيين وكراهيتهم للديمقراطية ليس كُفراً بها تماماً ؛ لكونها تحتفى فقط بصاحب الجماهيرية وترفع الأغلبية الى السلطة فى مجتمع أغلبيته مُنحازة للاسلاميين ، وهذا معناه ببساطة أن فرصة وصول العلمانيين للسلطة عبر القواعد والآليات الديمقراطية شبه معدومة .
    امكانية لحاق العلمانيين بالطرف الأساسى المنافس فى هذا الصراع كبيرة ، وقد حدث بالفعل أن انحازوا للديكتاتوريات والأنظمة الأكثر فتكاً وقسوة وتحالفوا مع كل نظام ودولة تقطع معهم الطريق دون وصول أو استمرار الاسلاميين فى السلطة .
    وهذا يرجع لما أسلفناه من وصف لطبيعة المجتمع التى لن تتيحَ على المدى المنظور لتيار علمانى الوصول الى الحكم عبر اقتراع انتخابى حُر ، ولأن أحد طرفى الصراع يعتبر الفصيل العلمانى خصماً استراتيجياً ولا يسعى لطمأنته واحتوائه بالقدر المطلوب ، فى حين توظف الأحزاب الاسلامية خصومتها تلك فى مضاعفة شعبيتها على حساب علاقتها بالأقلية العلمانية التى تحتاج تضحيات كبيرة ومواقف نضالية وبطولية لاستيعابها وتعويضها البعد الجماهيرى ؛ بمعنى أن التيار الاسلامى يستغل العامل الأيديولوجى لتأكيد تفوقه الجماهيرى دون خطوات جدية فى اثبات حسن النية تجاه تداول السلطة أو منح العلمانيين بعض الاشارات والهِبَات التطمينية .
    يجد العلمانيون ضالتهم دائماً فى الجهاز الادارى للدولة – مدنى وعسكرى - ، وهو نظام الدولة القائم الراسخ الذى يوظف هذا التيارَ المتغرب فى صراعه المصيرى للحفاظ على السلطة .
    العلمانيون ليسوا الطرف الأساسى المقابل فى هذا الصراع ، انما هم مجرد أداة كغيرهم ، بما ينفى البُعد الدينى والعقدى الوهمى ؛ فالدولة بكامل أجهزتها وجماهيرها عادت لاستعادة السلطة كاملة بعد أن احتلَ الاسلاميون جزءاً منها لبعض الوقت .
    هنا يتصارع التيار الاسلامى مع الدولة ذاتها بأجهزتها المدنية والعسكرية ، حاشداً خلفه جماهير غفيرة مستغلاً العاطفة الدينية الجياشة على خلفية توظيف الجيش لخصوم الاسلاميين من العلمانيين والنخبة المتغربة من مثقفين وسياسيين وفنانين .
    نعلمُ أن ليس للمصريين شغف كبير بالديمقراطية قياساً بولعهم بالدين والمقدس ، ويدركُ الاخوان أكثرَ من غيرهم أن الاستجابة للخروج فى الجنازة لن يكون مُرضياً عندما يُقال اُغتيلت الديمقراطية ، لذا كان الصوت عالياً جداً لانقاذ " الاسلام " ، لاستدعاء الجموع والحشود الهائلة التى خرجت وضحتْ ، وهى لا تدرى أن ما يحدث ليس من أجل الديمقراطية .. ولا الاسلام – كما زعموا - .

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    ـ الإسلاميون يأخذون بالديمقراطية ، فيُتهمون بأنهم يفعلون ذلك فقط للوصول إلى السلطة ، وهم يكفرون بها في الأساس !
    ـ الإسلاميون يحملون السلاح ، إرهابيون !
    ـ الإسلاميون يحاربون الفساد ، عملاء يريدون تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي !

    فأين يذهبون ؟ وماذا ( بالضبط ) تريدون من الإسلاميين ؟

    وما ذنب الإسلاميين لو أن أغلبية الشعب يريدونهم ؟ ولا يريدون العلمانيين ؟

    ـ التجربة التركية أثبتت بدون شك أن الإسلاميين لا يستخدمون الديمقراطية مطيّة لأهدافهم ، وأن الديمقراطية لا تعدو عندهم ( مجرد أداة ووسيلة أكثر من كونها قيمة ) ، فأردوغان لم يصل الى الحكم بمداعبة عواطف الشعب التركي ، ولم يستغل ( العامل الأيديولوجى لتأكيد تفوقه الجماهيرى دون خطوات جدية فى اثبات حسن النية ) ، بل كان يؤكد دائماً على علمانية الدولة ، وكان تعلّق الشعب به أنه أثبت جدارة كبيرة في الإدارة والسياسة وإنعاش الاقتصاد ، وخاصة عندما استلم منصب رئيس بلدية اسطنبول ، قبل ان يستلم قيادة الدولة ..

    ـ التجربة التونسية ، تحالف ( إسلامي ـ علماني ) ..

    ـ التجربة في مصر ، أثبتت وما زالت تثبت أن كل أو معظم الضجّة التي حدثت ضد الإخوان ما كانت إلا أكاذيب ودعايات إعلامية لا أساس لها ، وثبت فعلاً على أرض الواقع ، أن الإسلاميين أكثر ديمقراطية من العلمانيين ..

    ـ التجربة العراقية ، فالحزب الإسلامي ، الجناح السياسي للإخوان ، دخل العملية الديمقراطية وهو غير ضامن الفوز بالأغلبية ، فالشعب العراقي منقسم طائفياً وقومياً ، بل إن القائمة العراقية ( وهي قائمة علمانية ) فازت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالمرتبة الأولى !

    ـ الأقليات الإسلامية في الغرب ، لماذا تؤمن بالديمقراطية ، وهي على أية حال لن تستطيع أن تصل إلى السلطة ؟

    سؤال ( هل الإسلاميون يتخذون الديمقراطية وسيلة للوصول إلى الحكم ؟ ) ليس وليد اليوم ، بل هو سؤال قديم ، فلماذا نثيره اليوم ؟!

    ـ لماذا نلقي باللوم وما آلت إليه الأحداث على الإسلاميين ، وهل هم فعلاً من صنعوا هذه الفوضى ، أم أنها موجودة منذ عقود ، وما يحدث ما هو إلا استمرار للتسلط العسكري والعلماني على مقدرات الأمة ؟

    تقول :
    ( العلمانيون ليسوا الطرف الأساسى المقابل فى هذا الصراع ، انما هم مجرد أداة كغيرهم ، بما ينفى البُعد الدينى والعقدى الوهمى ؛ فالدولة بكامل أجهزتها وجماهيرها عادت لاستعادة السلطة كاملة بعد أن احتلَ الاسلاميون جزءاً منها لبعض الوقت . هنا يتصارع التيار الاسلامى مع الدولة ذاتها بأجهزتها المدنية والعسكرية ) .

    ونتساءل :
    هل الدولة شخص يتصارع معه التيار الاسلامي ؟
    ما هي الدولة ؟
    أليست تلك المؤسسات التي تُحكم من قبل الأشخاص ؟ أم أن الدولة في مصر تُحكم بـ ( Remote control ) من المريخ ؟

    أما السؤال عن حقيقة الصراع ، فقد كفانا الله مؤونة الجواب ، فالعلمانيون يجيبون عنه صباحاً ومساءً ، يصرحون ولا يلمحون !

    إذا نجح الانقلاب في تثبيت نفسه ، وتخاذل أهل الحق عن حقهم ، فمصر لن تتقدم شبراً واحداً ، وسيستمر في الرجوع الى الوراء والفساد ، وما يحدث اليوم ما هو الا بدايات الكارثة القادمة !



    تحياتي وتقديري
    ودعائي






    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    أعود هنا لأضع نقطة مهمة وهي :
    نسبة الأصوات التي رشحت أن أحمد شفيق ( العسكري العلماني ) كانت قريبة جداً من نسبة الأصوات التي انتخبت الدكتور محمد مرسي ( الإسلامي )

    وأنت تقول :
    ( وبالنسبة للعلمانيين فالعكس صحيح حيث يمثلون الأقلية )

    !



    تحياتي









  4. #4
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    أقدر جهدك الكبير الدائم وأحترم هذا الدجأب والاسهاب والعمق فى الحليل وموضوعية الردود والتعقيبات التى لا تثرى بلا شك الحوار والنقاش ، وان ظلت اختلافات وجهات النظر حول بعض التفاصيل .. لك الشكر الجزيل اخى الفاضل الاستاذ بهجت الرشيد

المواضيع المتشابهه

  1. نظام العد الحالى
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-09-2014, 07:21 PM
  2. ( الغدير ) وصف طبيعة شعر ماجد الراوي
    بواسطة ماجد أحمد الراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 23-09-2010, 06:18 PM
  3. طبيعة سريلانكا ((تصويري))
    بواسطة خالد الحمد في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-10-2006, 03:10 PM
  4. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-10-2005, 04:39 AM
  5. طبيعة ..
    بواسطة بثينة محمود في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-09-2003, 02:41 PM