|
كأنَّ السَّنَا مِنْ مُهْجةِ الليلِ يُنْزَفُ |
يُشيِّدُ أحلامَ الورى ثمَّ يَنْسِفُ |
أميطوا عن الألواحِ ما أرْهَقَ الرؤى |
لعلَّ يقينًا نَاهَزَ الشَّكَّ يُكْشَفُ |
فما الدَّهرُ إلَّا ماتغَشَّى عقولَنا |
فأنَّى يُوَلَّى سِرَّهُ الغَضَّ مُرْجِفُ؟ |
وإنِّي إمامُ الخوفِ مُذْ أذَّنَ الكرى |
أصلِّي فروضي هاربًا حيثُ أعْكِفُ |
وُلِدْتُ فضاعتْ في يدِ الغيبِ غايتي |
فكلُّ انقضاءٍ ماعدا الموت مُجْحِفُ |
فإنْ كانَتِ الأعمارُ وحيًا مُنَزَّلاً |
فليس لأنفاسي سوى الحزن مُصْحَفُ |
أرى ظلَّ وجهي لاثِمًا مَبْسَمَ الثَّرى |
وروحي على صدرِ الثُّريَّا تُرَفْرِفُ |
وكلُّ جهاتِ الكونِ ذابتْ بخطوةٍ |
تُقيِّدُ رجلي كلَّما لاحَ مَخْلَفُ |
إلى أين أمضي؟ لستُ أدري لعلَّني |
بَلَغْتُ سكونًا مُفْرَغًا لا يُصَنَّفُ |
أنا النّازلُ الدنياأمِ الراكبُ الردى؟ |
أناالنُّقْطَةُ المَلْأَى أمِ الكونُ أجْوَفُ؟ |
أنا مَنْ أنا؟ ..وابْتَزَّتِ الرِّيحُ حيرتي |
كأنَّ سؤالي لعنةٌ لاتُخَفَّفُ |
بكيتُ نجومًا حينَ مادتْ مَجَرَّتي |
فأحْرقْتُ أرضًا بين جَنْبيَّ تَرْجِفُ |
فهل تُمطرُ الأقدارُ في ساحتي الأسى |
ومَنْ سَيَقِينِي مِنْ لَظى القَطْرِ؟ مِعْطَفُ؟! |
خَلِيلَيَّ قُوما واحْمِلاني إلى التي |
وَضَعْتُ بها كُنْهي الذي لا يُحَرَّفُ |
دَفَعْتُ لها جيدي وألزَمْتُ طائري |
بما ليسَ يرضاهُ من الناسِ مُدْنَفُ |
تَمَلَّكَتِ العينينِ والقلبَ والنهى |
وأسْلَمَتِ التابوت. فالحالُ مُؤْسِفُ |
أعاني من الموتينِ عُمرينِ قُيِّضا |
لصِنْوَينِ فالبلوى نَقيضٌ مُؤَلَّفُ |
غريبانِ يَجْتَرَّانِ دَيْمُومَةَ النَّوى |
أمانيِّهم ظمأى فلا وَصْلَ يُرْشَفُ |
ترى الذاهِبَ الآتي مُسالاً على المدى |
وقدْ حارَ في الوجْهَيْنِ دَرْبٌ مُجَفَّفُ |
هنا مُقْلَةٌ تبني سِياجًا مِنَ التُّقى |
وذي نَظْرَةٌ في حائِطِ العُهْرِ تَنْقِفُ |
تعالي إليَّ الآنَ يا سِدْرةَ الهدى |
فقدْ حَلَّ بي بعْدَ الضَّلالِ التَصَوُّفُ |
فكوني لِذِي المحرابِ شِلْوَ عَباءَةٍ |
عليها من الأنوار نَوْلٌ ومِنْدَفُ |
هي السجدةُ الكبرى إذا ما تَحَدَّرَتْ |
تَسامى بنا نَحْوَ السَّماءِ التَّزَلُّفُ |
وندركُ أنَّ الله فردٌّ فلا يُرى |
شريكٌ لهُ إنْ كانَ في الخَلْقِ مُنْصِفُ |
هو الواحدُ القهَّارُ ذو القوةِ استوى |
كما شاء فوقَ العرش ,لاكيفَ يُعْرَفُ |
هو اللهُ فاسجدْ أيُّها المبتغي الرّضا |
فقد باءَ بالسُّخْطِ العَظيمِ المُسَوِّفُ |