البلاغة العربية وصمة لا تتحلى بها أيَّ لغة في العالم تجعل الكلام العربي أكثر مرونة وأقرب مأخذاً وهو بالتالي وبلا ريب أرقى منزلة وأفصح معنىً , فالبلاغة تشكل القوالب المفرغة التي يمكن للمتضلع أن يملأها بما يدور في خلده ويجيش في نفسه , ليعطيَ الخبر حُلة قشيبة ويسبكها في قوالب رفيعة , وهناك من قال : أن البلاغة محض محسنات بديعية تكسب السياق اطناباً دونما زيادة على المعنى وبالتالي يحستحسنُ الايجاز في الكلام , مما يجعل الكلامَ أضعف بنية كما يفعل المتشدقون إلا أن هذا الرأي منشأنه التشبث بالحديث الموجز , والرد عليه أن الألفاظ المتعدة والتي تصب في معنى واحد فلها دلالات مختلفة فمنها مادل على التأكيد ومنها ماكان مراعاة لفهم السامع وبخاصة عند الخطباء والمفوهين , لاغرو أن البلاغة بمجازها وحقيقتها وبيانها وبديعها مطلب اللغويين وعشاق اللغة العربية في صنعهم للمادة الإبداعية سواءً كانت في الشعر أم في في بعض الأنصوصات النثرية التي تُكتب بلغة أدبية راقية ومما لا شك أن التكلّف في في استعمال المحسنات وتكلفها يضعف النص الأدبي أيّا كان , ولكن المساندة اللفظية والذخيرة اللغوية المتقدة تساعد في صنع نص لغوي إبداعي تأتي فيه الأساليب البلاغية عفو الخاظر , خالية من التكلف الاصطناعي .
علاقة عكسية : ( متى سادت لُغة أمةٍ سادوا)