لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
الأخ الشاعر عبد السلام:
لقد أدخلتنا بل أقول عايشنا جو القصة المشحون بالأمل أولا ثم الألم ثانيا...بين الإقبال والهروب...وبين الرضى والقبول ..أو قل هو انفصام بين حياة وموت.. فهناك ثقبٌ بين الزحام لكي يلج فيه المرء للعبور فرب حياة!
تقديري لقلم نازف بالبهاء!
اخوكم
الأخ الأستاذ فوزي الشلبي
هو فعلاً محاولة لتناول شعور من يفقد قريب أو عزيز وهناك تكون نظرته للحياة محدودة بمحيط الألم الذي يعتصر القلب..فلا يرى كثير من مشاهد الحياة ناطقة من حوله، حتى إذا واجه الحقيقة تبدلت تلك الصورة ورأى ما حوله و من حوله بعيون أخرى..ولا بد حينذاك من التعايش مرة أخرى والانخراط في الحياة بحلوها و مرها.
سرني مروركم شاعرنا و أديبنا الفاضل.
القدير عبد السلام دغمش
اتصـال
قصة قصيرة
هذا الشيخ يعيش في ذكريات الأمسِ ، يشعر بأنه لا ينتمي إلى الناس من حوله ، فكأنما عجلة الحياة أسرع من ان يلحق بها .
بدأت السرد أيها القاص الجميل بلسان الراوي العليم ، واخترت سور مدرسة الحي كنقطة انطلاق للشخصية الرئيسية ، وجاء وصفك للبيئة المكانية من حوله دقيقاً فرأيتني أرى المشهد كاملاً . هنا ..
الشارعُ العتيق / أجسادٌ تمرّ / قهقهاتٌ / مركبات تطلقُ أبواقها/ باعةٌ جائلون يتصايحون..أخذ نفساً عميقاً سحبهُ من بين دخانِ عوادمِ المركبات والغبارِ المتصاعد..وقفَ إلى جوار حائطِ الذكريات حيثُ سور مدرسةِ الحيّ...تراجعَ مسنداً ظهره إليه ..تسمّرت رجلاه حيث لا زال واقفاً منذ حين متأمّلاً ما حوله ومَنْ حوله .. الشارعُ العتيق المتشرّب بعبق الماضي.. والحيُّ من حوله يعجّان بالحركة.. أجسادٌ تمرّ .. قهقهاتٌ تخترق رتابة المشهد..مركبات تطلقُ أبواقها في أَجواء الحيّ المكتظّ..باعةٌ جائلون يتصايحون..
ثم ..
بينما لا يزال يستدعي ذكرياتِه مع صديقه الغائب هناك في الجانب الآخر..
شيءٌ ما يشدُّه الى ذاك الجانب الآخر من الطريق..يحاولُ أن يجتازَ بجسدهِ إلى هناك لكنّه يكتفي بارسالِ نظراتِه الى الجهةِ الأُخرى حيث اعتادَ أن يرسمَ مع رفيقِ دربِه خُطاهُما كلّ يومٍ من المسجد الى المكتبة..ثم الى ذلك المقهى الهادىء حيث كانت تجمهعما جلساتٌ تصافحت فيها الأرواح..كانت جولتهما مراسم يومية لا يتخلفان عنها إلا إذا حزَبهما شأن .
في الجزئية السابقة ..
انقطاع للتسلسل الزمني للقصة ( فلاش باك ) لاستحضار مشهد أو مشاهد ماضية ، واستعراض لذكرياته مع صديق العمر، والذي تتوافق تصرفاته ، طقوسه معه .
المسجد / المكتبة / المقهى الهادىء
القاص هنا يحاول أن يعمق في ذهن القارىء مدى تعلق الشخصية الرئيسية بهذا الصديق ، والحبكة هنا سردية مترابطة ، فعدسة القاص لا تفارق الشخصية ، والتركيز على نفسية الشخصية وما تحمله من مشاعر نحو صديق العمر ، والذي نجهل ما حل به حتى هذه اللحظة .
في الجزئية السابقةبخطوٍ ثقيل جرّته قدماه الى الجانب الآخر..مرّ بالمكتبة..فكّر في الدخول ..لكنّ نفْسَه لا تطاوعه..انثنى وتابع خطوه الوئيد الى المقهى..دلف ببطء ٍ..اختارَ ذات الطاولة حيث كانا يجلسان..وضع نظارتَه ..دفن وجهه بين كَفيْه، ثم أطلق زفرة .. شخَصَ ببصره إلى الأعلى ثم رسمَ بتجاعيده لوحة ً من أسى.. و أطرق..
راق لي وصفك لثقل خطواته ، كمن يوجس خيفةً من اكتشاف أمرٍ ما ، أو هكذا أحببت أن أقرأها .
تنتقل الشخصية إلى الطرف الآخر من الشارع ، مروراً بالمكتبة وتردده ، ووصولاً إلى نقطة الالتقاء المعتادة ( المقهى ) .
ولأن الشخصية حبيسة الذكريات هنا ، فإنها اختارت الطاولة ذاتها ، والكرسي ذاته حيث كان يقعد .
في الجزئية السابقة ..وضع نظارتَه ..دفن وجهه بين كَفيْه، ثم أطلق زفرة .. شخَصَ ببصره إلى الأعلى ثم رسمَ بتجاعيده لوحة ً من أسى.. و أطرق..
تصرف الشخصية هنا ، يرسل إشارات / يلقي مفاتيحاً للقارىء
دفن وجهه / زفرة / لوحة من أسى / إطراق
وتحديد المرحلة العمرية / تجاعيده
في الجزئية السابقة ..جاءَه النادل..اقتربَ منه بصمت..وضع أمامه كوب الماء ..
- سأحضر لك القهوة.
- قل لي ..ألم يأتِ؟
صمت النادلُ برهةً ثم استدار مُلقياً عبارة النفي خلفَه قبل أن يذهبَ ليتابعَ طلباتِ الزبائن..
دقائقُ مرّت ..نظرَ فيمن حوله..احتسى فنجانَ قهوته..جال بعينيه في أجواء المقهى..استقرَّ بنظره على الكرسيِّ أمامه حيث كانَ يجلس رفيقُ عمرِه ..مدّ ذراعه إليه ..هزّ الكرسي بيدٍ مرتعشة..ثم تراجع..
ظهور أول للشخصية المساعدة ( النادل ) ، والجملة الحوارية ( سأحضر لك القهوة ) دون طلبه ، تؤكد بأنه من المعروفين لديه ، والشاهد هو معرفة الطلب قبل النطق به .
ثم جاء سؤال الشخصية إلى النادل ( ألم يأتِ ..؟ )
طريقة رد النادل هنا ، الصمت ثم الاستدارة ظهره وعبارة النفي ، توحي بأن هذا السؤال يتكرر كثيراً منه ، وبالملل من تكراره من جانب النادل .
في الجزئية السابقة ..دقائقُ مرّت ..نظرَ فيمن حوله..احتسى فنجانَ قهوته..جال بعينيه في أجواء المقهى..استقرَّ بنظره على الكرسيِّ أمامه حيث كانَ يجلس رفيقُ عمرِه ..مدّ ذراعه إليه ..هزّ الكرسي بيدٍ مرتعشة..ثم تراجع..
وصف رائع ، ومؤثر ، ويحشد تعاطف القارىء كثيراً مع هذا الشيخ .
في الجزئية السابقة ..اَخرجَ هاتفَه المحمول..مرّبسبّابته المرتجفة في سجلّ الاسماء..ثمّ ضغطَ على مفتاح الارسال..
انطلق الجرس في الجانب الاخر..
- أين أحمد..؟
- يا حاج ..يهديك الله.... هذه ثالث مرةٍ تتصل فيها..لقد أبقينا هاتفََه يعمل لتلقّي اتصالات أصدقائهِ ممّن لم يصِلْهم خبرُ وفاته في حينه..ونحن مضطرون لقطعه الآن..الله معك!
وأُغلـِق الخطّ..
هز الكرسي دلالة إلى أن مشاعر هذا الرجل / الشيخ قد وصلت إلى الذروة ، وبأن الصراع في داخله قد وصل حد الثورة على الواقع .
جاء الاتصــال من هاتفه المحمول كوضع حد ، ورغبة ملحة ، ورفض واقع .
لن نقول هنا بأن الجمل الحوارية قد فاجأت القارىء ، ولربما لأن الحشد الذي قام به القاص الجميل قد أوصل وفاته ضمنياً ، ولكن هي لحظة اليقين لهذا الشيخ بأن صديق العمر قد توفاه الله .
وجاء إغلاق الخط كوضع نهاية لهذا الصراع في داخله .
وقفة :
كان بإمكان القاص أن يُنهي المشهد هنا ، وتمنيت أن لا ينهي القاص هذا النص عند هذه النقطة ، وبأن يجيبني عن تساؤلاتي كقارىء ..
ترى .. هل ستسطيع هذه الشخصية أن تتجاوز هذه النقطة ..؟
ماذا ستقرر الشخصية أن تفعل .؟
وقد كان لي ما تمنيته .. هنا
وصف رائع بكل معنى الكلمة للمحيط الذي تراه الشخصية للشارع المزدحم ، وتلك الشخصيات الثانوية فيه ( طفل / أطفال / فتاة / الباعة / طاعن في السن )ابتلَع ريقَه..وآخرَ ما تبقّى في فنجانِ قهْوته..ضمَّ بيديه مِعْطفَه إلى صدرهِ ثمّ دسَّ هاتفه المحمول في جيبه..أرسل بصرَه إلى الشارعِ المزدحم مرةً أخرى ..شعر بأنّـه وسط الضجيج أكثر فأكثر.. ثمة شيء يجرُّه إلى هناك....طفلٌ يتعلقُ بكفّ أبيه وينظرُ فيمنْ حولهُ مستطلعاً بعينين بريئتين....فتاةٌ تختال بين قريناتها.. و شباب ٌيتخافتون مختلسينَ نظراتٍ هنا وهناك.. أطفالٌ يتراكضون فرحاً بعد انتهاء يوم دراسي .. بائعو الخضار يرسلون أهازيجهم استدراجاً لمشترين ..طاعنٌ في السن لم يعدْ يقوى على الصّعودِ ببصَرِه إلى مستوى منكبيه فأسلم رأسه للأرض متكئاً على عصاه..
لتأتي الخاتمة وفي جعبتها بعض الأمل له .. هنا
خاتمة رائعة ، ونص يدعو إلى مواصلة الحياة .شعر أن ثمةَ فجوةٍ له يمكنه أن يعبرمنها إلى الزحام ..استجمع قواه ..نهض خارجاً..ثم غاب بينهم..
أ. عبد السلام دغمش
شكراً على هذا النص الرائع .
مودتي
فلسطـــ ( الأردن ) ــــــين
أخي الكريم: عبد السلام
نص متقن السرد,وأوصاف تغرق القارئ فيها
استرجاع جميل لمشاهد سكنت داخلك,
مبدع أنت
دمت والألق
كن بخير
سأكتفي بكِ حلما
الأستاذ عدي بلال
تحليل للنص.. وتوقف عند محطات القصة.. وإضاءة أسعدتني.
أحياناً تختلف رؤيتنا لمشاهد الحياة بحجم الألم الذي نعيشه..تبدو الحياة أكبر ومشاهدها زاخرة من حولنا متى تبدلت هذه الرؤية...
في البداية كان بطل القصة ينظر لمشهد الحي من حوله كضجيج..وبعد ان واجه الحقيقة بعين العقل رأى ما لم يره اول مرة ..
تقديري لكم و لقراءتكم المتميزة.
كل عام وانتم بخير.
يحفر الفراق في النفوس علاماته عند فقد عزيز علينا ويراودنا الحنين لنفس الأمكنة التي جمعتنا ونسترجع ذكرياتنا معا وتأبى النفس استيعاب فكرة الرحيل رغم يقينها به
سرد شاعري شجي ماتع ولغة أنيقة ووصف موفق استمتعت بقراءته
بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
تحاياي
نص سردي مميز لقلم رصد أدق تفاصيل نفسية حزينة لفراق صديق بل هو أخ
لم تلدة أمه وعودة لأماكن كانت تشهد صحبتهما ربما العنوان يحتاج للإعادة ..
شكرا جزيلا كاتبنا المميز عبد السلام.
ما أكثر ماقلت
وكأنك لم تقل شيئا.