فرافيرو ( 3 )
ولج البيت بخطواته الصارخة .. وزع نظراته القاسية على النسوة اللواتي يندبن ويعلو صوت نحيبهن
ألقى عادل نفسه في أحضانه ليبدأ رحلة بكاء ضمد " أبو زرق " جراحها ..
أشار لزوجته : هيئي لي ثيابا ..
هناك في عرس ابنه الشهيد " محمد " كان لصموده وثباته حكاية تُروى !
لم يستطع أهل البلدة أن يبادلوه سوى نظرات التوقير والإجلال والإكبار ..
كانوا قد نسوا " فرافيرو " الذي غاب عنهم بشموخه وأسطوريته ..
حينا من الدهر بات فيها هائما على وجهه في طرقات الحياة ..
وهناك في بيته أدركت الزوجة والأبناء أن الأب العزيز لا يزال يحنو عليهم ..
ويمدهم بإكسير الصبر والتجلد ..
يبثهم عزما ويسيقهم حنانا ..
ولكن الصغير " طارق " كان قلقا من غياب آخر لوالده ..