بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا عجب أن يفكر الإنسان في مخلوقات الله سواء في أشكالها , أوألوانها , أو طريقة تعايشها ,اوتعاملها مع البيئة المحيطة بها
أوماهي الوسايل التي تتخذها من أجل العيش والبقاء ؟
كالوسائل التي تتخذها لحماية نفسها !
أوحماية من يأوي إليها من مألوفاتها !
في أغلب رحلاتي البرية أسجل مشاهداتي لمخلوقات الله من الدواب والطيور وغيرها من المخلوقات , وقد سجلت بمذكرتي الكثير من المشاهدات الجيدة التي قد تحتاج إلى إستقرأ .
في أحد الأيام قمت برحلة طويلة في أعماق الصحراء , وأخذت أمر بأراضي لا تنبت فيها الأشجار وهي ماتعرف بالقيعان , وبعدما قطعتها وجدت خميلة كثيفة الأشجار التي سررت برؤيتها فتوقفت فيها ,وأنزلت عزبتي المعتادة ـــ ( لمثل هذه الرحلة وهي عبارة عن "حطب - قدر- دلة -ابريق -تمر -ماء - ملح - دربيل وغيره من المستلزمات" ) ـــ؛ في هذه الخميلة الممطورة ذات التراب الطري ,ثم شبيت ناري في وقدة من حطب السمر ,وجهزت دلتي على نار هادئة وبعد ما تناولت فنجال منها ؛ رأيت دابة تخرج من شجرة في الخميلة بحجم الخرنق ( صغير الأرنب ) أستغربت من شكله وقمت من مقامي لأستطلع أمره , وبعدما اقتربت منه توارى ؛ فشخصت على مكانه وشاهدته مشاهدة الفاحص الخبير, فجدت شجرة من أكبر شجر الخميلة
ذات سيقان متعددة , ومتأصلة في الأرض , وأغصانها متقاربة , وأهدابها وارفة متشابكة ؛ فرأيت عدداً من الجحور لهذا الكائن العجيب ؛ فوجدتها عبارة عن مداخل ومخارج تحيط بتلك الشجرة من جميع الجوانب
ثم عدت إلى مقامي وتناولت قهوتي وعيناي تترقب خروج ذلك المخلوق العجيب من جحوره , وبعد انتظارطويل رأيته يخرج من جحر معاكس للجحر الذي خرج منه في المرة الأولى ,فيصعد إلى أعلى الشجرة ويبرح ما حوله ثم ينقض على أغصانها ليقتطع من أهدابها بأسنانه ويتأبط مايقطع فيدخل به إلى جحره ثم يخرج من مخرج آخر ويفعل مثل ما فعل في المرة الأولى فأستغربت أمر ذلك المخلوق العجيب !
وبعد ما سجلت تلك المشاهدة في ذاكرتي عدت من حيث أتيت
فقابلت أحد العارفة وأخبرته عن رحلتي ووصفت له ذلك الكائن ,وأبلغته خبره وما كان من أمره.
فقال : ياولدي ذلك الكائن هو الجرذ جحوره تسمى الخبارة وهي مأوى للثعابين وبعض الدواب الضارة وهدب الرمث الذي رأيته يقتطعه ويدخله في جحوره ؛ يقتات منه ,ويتخذ منه جدار حماية له ولأولاده من الهوام وهو من فصيلة الفئران
ومنه نوع يسمى أبو العرّيص وهو أخطرها على البيئة
قلت : وسلامتك ياعمي من أبي العريص ,,,
بقلم : ناجي العازمي