وللدكتور محمد طارق الكاتب محاولة جديدة أشار فيها إلى أنّ "الشعر العربي موزون بطريقة رياضية"، بحيث يمكن استخدام الأرقام الثنائية (صفر/ واحد) لتمثيل المتحرّك والساكن على التوالي، (مشيرًا إلى استخدام الأوائل الحلقة علامةً للمتحرك، والخطّ علامة للساكن).
وقد شرح الكاتب طريقةً رياضيةً للانتقال من الأرقام الثنائية (صفر-واحد) إلى الأرقام العشرية، حيث:
يساوي السبب الخفيف ( ه/ ) بالأرقام العشرية العدد (2)،
ويساوي الوتد المجموع (ه ه/ ) العدد (4)،
وتساوي الفاصلة الصغرى (ه ه ه/ ) العدد (8)،
بينما تساوي الفاصلة الكبرى (ه ه ه ه/ ) العدد (16).
وهو يرى عدم الحاجة إلى استخدام السبب الثقيل والوتد المفروق، ولكنه يستعيض عنهما باستخدام المتحرك المفرد والساكن المفرد.
وهكذا تصبح التفاعيل الخليلية الثمانية بالرموز الثنائية والعشرية كما يلي:
1. فعولن = ه ه/ ه/ = 24
2. فاعلن = ه/ ه ه/ = 42
3. متفاعلن = ه ه ه/ ه ه/ = 48
4. مفاعلتن = ه ه/ ه ه ه/ = 84
5. مفاعيلن = ه ه/ ه/ ه/ = 224
6. فاعلاتن = ه/ ه ه/ ه/ = 242
7. مستفعلن = ه/ ه/ ه ه/ = 422
8. مفعولاتُ = ه/ ه/ ه/ ه = 222(!)
أما البحور ، فهي عنده على شكلها الدوائري الخليلي، وتساوي بالأرقام العشرية:
1. الطويل = 24 224 24 224
2. المديد = 242 42 242 42
3. البسيط = 422 42 422 42
4. الوافر = 84 84 84
5. الكامل = 48 48 48
6. الهزج = 224 224 224
7. الرجز = 422 422 422
8. الرمل = 242 242 242
9. السريع = 422 422 42
10. المنسرح = 422 222 424
11. الخفيف = 242 422 242
12. المضارع = 224 242 224
13. المقتضب = 222 424 422
14. المجتث = 422 242 242
15. المتقارب = 24 24 24 24
16. المتدارك = 42 42 42 42
حيث تشير الأرقام ( 2 ، 4 ، 8 ) إلى السبب فالوتد فالفاصلة على التوالي.
وبالنظر إلى بحري (المنسرح) و(المقتضب)، يُلاحظ أنه ضمَّ متحرّك (مفعولاتُ) إلى ما بعده، ليُشكّل وتدًا (رقمه 4) فكأنه يستخدم المقاطع لا التفاعيل.
كما يُلاحظ في (السريع) أنه لم يستخدم شكله الدوائري الخليلي المنتهي بمفعولاتُ (0222)، بل شكله الشعري، المنتهي بفاعلن (42).
ثم يضع الكاتب سلسلة نظريةً للأحرف المتحركة والساكنة، يرى أنها تجمع في مجالها كل سلاسل البحور، وهي:
( 42 242 42 242 42 242 4 )، وهي تساوي
(فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فعلْ)..
ويضع على أساسها جدولاً سماه: (طيف البحور)، ودائرةً تجمعها، سماها: (دائرة البحور)!
وبعد عرضه لأحوال البحور الستة عشر بالتفصيل، مع معادلاتها الرياضية، عرَضَ -على أساسها- ثلاثة وعشرين جدولاً لموازين الشعر العربي كلها، مفصّلةً حسب عدد المتحركات في كل شطر، قال إنها: "تستعمل لإيجاد وزن أي بيت من الشعر".
ويمكن أن نلخّص طريقةَ إيجاد الوزن عنده كما يلي:
1. يرمّز البيت المراد وزنه باستخدام الأرقام الثنائية أولاً (صفر ـ واحد).
2. تحوّل الرموز الثنائية إلى رموز عشرية.
3. يُحسب عدد المتحركات في كل شطر.
4. يُرجَع إلى الجدول المقابل للعدد الأعلى منها، وتُقارن الأرقام العشرية الثلاثة الأخيرة للصدر والعجز مع مماثلاتها في الجدول، فيظهر لنا التسلسل أو البحر المطلوب.
والطريقة على طرافتها ليست نظامًا جديدًا في علم العروض، وإنما هي محاولة لإيجاد الأوزان بطريقة رياضية، وذلك باستخدام الأرقام الثنائية والعشرية.
إلاّ أنها لم تصل إلى ما كانَ يُنتظر منها كإجراءٍ رياضيٍّ لا يقبل الاحتمالات.
فأنت بحاجةٍ ماسّة إلى تحويل البيت إلى أرقام ثنائية ثم إلى عشرية، وإحصاء عدد المتحركات في كل شطر على حدة، ثم العودة إلى جداول الموازين التي يزيد عددها على عدد البحور ذاتها، لاختيار فئة الجدول أو الجداول المقابلة لعدد المتحركات، ثم البحث في أكثر من جدول( ) عن التسلسل المقابل لتسلسل البيت، بغض النظر عمّا تقدّمه الزحافات من بدائلَ تختلف غالبًا عن تسلسل البيت النموذجي.