كان أبي ـ أسأل الله له المغفرة والرحمة ـ يحكي لي قصصا توارثها عن جدي
كانت تثير فيّ الضحك
وعندما كبرت ، كنت أطالبه بأن يعيدها على مسامعي ، لكن طريقته كانت تختلف .
إذ اختلفت تلك النبرة التي كان يؤديها لي صغيرا
إذ يغدو حينها معلما ومرشدا ..
هذه إحدى حكاياه :
آخر ما كتبه المرحوم !!
يحكى أن عجوزا تركه أبناؤه وحيدا ، دونما أدنى رعاية ..
فاهتدى ذلك الأب الذي جحده بنوه إلى حيلة
جعلتهم يتبارون ويتنافسون أيهم يكفله ويبيت عنده ويسبغ عليه حنان بنوته !!
فعاش آخر أيامه تحوطه العناية وتحفه الرجاءات بالرضى !!
وعند وفاته وجدوا هذه العبارات تحت وسادته:
" يا أبناء هذا العصر اللعين ، اضطررتموني أن أساير لعنتكم ..
وأنا من كان بكم حفيا ولكم فديا ، لم أترك لكم كنوز اللؤلؤ والمرجان ..
إنما تركت لكم درسا ، أخشى أن غباءكم سيحول دون استيعابه " .