لا تعـــتــذر مــنــــــــي .....
اليـومَ لا دمعٌ ولا استعطــافُ
عافَتْك نفسي والخَؤونُ يُعافُ
عبثا تحــاول تستردّ كرامــــة ً
غرق السّفينُ أضاعه المجذافُ
انّي أراك من الشمائل مُفرَغاً
وأديم أرضـك يَعْتـريه جفـافُ
أفلت شموسك أجْدَبت أنوارْها
والعريُ طالك فارقتك شغـافُ
تبكي عيونك ليس يُجدي دمعُها
هانت دموعك شانَها إسْفـافُ
لك في الخيانة كلَّ آن جَولَــة
تزهو بها تتمايلُ الأعـطـافُ
والغدر عندك خصلةٌ محمودةٌ
بئس الخصالُ وبئسها الأوصافُ
من حرّ ظُلمكَ قدْ فررت عزيزةً
إن الفرار من اللّظى إنـصـافُ
الليل قــرٌّ في رُبَــاك سَئمْتــهُ
والوصلُ مُـــرٌّ بتُّ منْـه أخــافُ
والصبر منّي قدْ تبرَّم مُعرضــاً
يا ويح صبري هـدَّهُ إجْحــافُ
كأسَ الهَوان سقَيْتَنيها علْقماٌ
ومن المرارة جُرعة تـنْضـافُ
هي ذي رُؤوسُك أينعت وتطاولت
بَغْياً وظلماٌ والخلاصُ...قطــافُ
لا تعـتذر مـنّي فعذرُك باطـــلُ
أَصْدرتُ حُكماً ما لهُ استئْنــافُ
وتقولُ صفحاً لن أَعودَ لمثْلها
تلك الوعودُ مَصيرُها الإخلافُ
حتَّامَ صبري والجراحُ شَواهــد
والقلب مُسجىً والرّموش ضفافُ
حمم ٌتَقاذَفُني وأخرى تعْتــلي
صدري فأمسي واللهيب رعافُ
فــاطــمة صــابـــر