أبُوحُ، وليسَ يُنصِفُني الكلامُ
وإنْ لُمْتُ الضَّنَى، لَوْمِي يُلامُ
أجُـودُ بكُلّ غَيْـمٍ فِيَّ لَـكِنَّ
قَطْر الـودِّ مِن قَلبي يُضَامُ
فَمَاذَا بَعْد أنْ أرْجَـأتُ ظَـنِّيْ
إلى حِينٍ وَفِي القَلْبِ احْتدَامُ
أقولُ بملءِ مَا في الصَّبْرِ أنِّيْ
عَجِبْتُ لأنْفُسٍ فِيهَا انْفِصَامُ
إذَا ألقَى الغَمَامُ لَهُمْ بشَىءٍ
تغَرُّوا وانْكَرُوا، لَيْسَ الغَمَامُ
كأنَّ الجَاهِلِينَ لَهُمْ سَمَاءٌ
يُخَبِّـئُ غَيـمَهَـا عَنَّـا لِثَـامُ
وإنْ يَمْسَسْهُمُ بَعْضُ ابْتِلاءٍ
كأنَّ المَسَّ حَرْبٌ وانْتِقَامُ
يَنَامُ الخَلْقُ فِيْ حَمْدٍ وشُكْرٍ
وَمَا لِجُحُودِهِـمْ عَيْنٌ تَنَـامُ!
أحمد البرعي