وطنُ المقابر
إنّهُ الخَوْفُ مِنْ غَدٍ مَاْ تَأَمّنْ
لِفَتىً حَمَلَ التَّشَرُّدَ مَسْكَنْ
أكْلُهُ الْبُؤْسُ ثَوْبُهُ قَهْرُ ثَكْلَىْ
يَفْضَحُ الْخِزْيَ فِيْ خِطَاْبٍ تَعَفَّنْ
أَيُّهَاْ الْجَائِعُوْنَ أَلْفُ سَلَامٍ
أَنْتُمُ الطّهْرُ فِيْ زَمَاْنٍ تَأَسَّنْ
كُلُّ صَوْتٍ يُذِيْعُ مِلْيُوْنَ عَهْدٍ
ثُمَّ يَنْسَىْ وُعُوْدَهُ إِنْ تَمَكَّنْ
يَاْ بِلَادًا تَجَرَّدَتْ مِن بَنِيْهَاْ
كَيْفَ يَضْحَكُ مَوْطِنِي حِيْنَ أَحْزَنْ
كَيْفَ يَفْقِدُ طِينُنَا لَوْنَ كَفٍّ
وَإِذَاْ بُحْتُ بِالْأَسَىْ يَتَلَوَّنْ
هَلْ يُرِيْدُوْنَ أَنْ نُهَاْجِرَ حَتَّىْ
تُصْبِحَ العِيشَةُ الْغَرِيْبَةُ أَحْسَنْ
وِاقِعٌ يَسْتَبِدُّ يَشْطُرُ قَلْبِيْ
بِجِرَاْحِيْ أَرَىْ أَخِيْ يَتَفَنَّنْ
لَسْتَ مِنِّيْ وَلَنْ أَكُوْنَ أَخَاْكَ
أَيُّهَاْ الْجَاْحِدُ الْحَقُوْدُ الْمُلَوَّنْ
إِنَّ أَرْضًاْ لَا تَنْتَمِي لِبَنِيْهَاْ
لَا حَيَاةَ بِهَاْ لهُمْ تِلكَ مَدْفَنْ
_ _ _ _ _
مصطفى.