|
المُريدونَ من كوانينَ جاؤوا |
يُقرِئونَ الشجونَ إهلالَ (مَبْكَرْ) |
كان وقعُ الشتاءِ فيهم فظيعاً |
غير أنَّ انسيابَهم ما تَخَثَّرْ |
يا (ابنَ علوان)..حين هاتفتَ قلبي |
سَبَّح الوجدُ طائعاً..ثم كبَّرْ |
جئتُ أحدو ارتعاشَ قلبٍ وهَدْبٍ |
فاعذُرِ الغِرَّ- سيدي - إنْ تعثَّرْ |
أنتَ في الشِّعرِ عارضٌ من خيالٍ |
فوق ما ظنَّ مبْدعٌ أو تصوَّرْ! |
يستقي من حديثِكَ العذبِ قلبي |
خَنْدَرِيْساً ، ومِنْ معانيكَ يَسْكَر |
من سجاياك - حالَ قُربٍ وبُعدٍ - |
تحفظُ الودَ معشراً بعد معشر |
طابِعُ الدمعِ في أسارير بوحي |
ليس إلا دُخَان قلبٍ تفجَّر |
ملءُ تأريخنا أفاعٍ وغولٌ |
والدياجي بوافر الزيفِ تزخر |
عجَّ جيلُ الضياع حد التماهي |
في انحسار على مدى الآه شَمَّر |
أقسموا عن تعصبٍ لا يُجارى |
أن يشدوا للجهل مليار مئزر |
إنْ رأوا عاقلاً تَبَصَّرَ ، أفتوا: |
كلُّ فعلٍ يستعملُ العقلَ .. مُنْكر! |
أهملوا العقلَ ..كَفروا ..واستباحوا |
أيَّما ناظرٍ تسامى.. وفكر |
بَلَّةً زاد طِينَةَ الشؤمِ قومٌ |
افتدوا كأسَهُمْ بكأسٍ (مُظَفَّر) |
ترتجيهمْ ..فإنْ قربتَ قليلاً |
خِلْتَ أفعالهم أفاعيل (بربر)! |
مُطْرِقٌ للبلاءِ ..عَمَّ البرايا |
هل قضى اللهُ ذا الشقاء وقدر!؟ |
ما عساني أقول يا رَوْحَ رُوحي |
عن جبينٍ في نعل وغدٍ تَعَفَّرْ |
أي شعبٍ هذا الذي لا أُسَمِّي |
إنْ تَذكَّرْ أخطاءَهُ السودَ (نَصَّر) |
لا يزالونَ في خضم الدياجي |
يرشقونَ المُنى بخُوذاتِ عسكر |
بالغثاء السقيم يزهون جوراً |
ويل جيلٍ بقيعة البؤسِ يفخر! |
هيأوا للوصول فكراً عقيماً |
ولهذا ، فكُلّ وصلٍ تعذَّر |
ليس يغني عن جوعه ما سيلقى |
في زوايا كنيسةٍ بطنُ (عِكْبَر)! |
والمواجيد في القلوب الحيارى |
ما لها في حقيقة الأمر جوهر! |
كيف لا يستخف صبحٌ بقلب |
للغواني شجونَهُ السُّمْرَ صَعَّر!؟ |
ما لديهم من ناعسات طوالٍ |
كلها من غرامك العَلْقِ أقصر! |
فلتدعهم.. يغادروا كلَّ عزٍّ |
(سَرْحَة الجِن..يجزعوا مع وَرْوَرْ)! |
كل أرباب جهلهم وعداهم |
في يد (الشيخ)لا يساوون بَنْصَر |
باع أقطابُنا (الكِرامُ) مُنانا |
يشهد الليلُ:كان بيعاً مُدَبَّر |
خصخصوا الود ، رغم ما في الأقاصي |
من قلوب بمهجةِ الضوء أجدر |
أي ذوق قد ترتجي في طغامٍ |
كافأوا بالصَّوى (عناقيد بعكر)؟! |
لا اكتراثٌ ، فما تظنُّ بقلب |
ينبذُ الأنسَ والنسيمَ المعطر!؟ |
ليس في جعبة الذي ليس يُرْجَى |
غير صعرورةٍ ووجهٍ مكرر!! |
شاقتِ النفسُ للقِرَى والتماهي |
في مدارٍ مغايرٍ..ليس أكثر! |
لا أظن الوجودَ أدرى بوجدي |
وحده الغيمُ بالمواجيدِ (أَخْبَرْ) |
زَمَّلَ الطالعُ البهيُّ التياعي |
كنتُ بالريحِ والصَّقيعِ مُدَثَّر |
فَازْيَأنَتْ آفاق وجدي وروحي |
وإذا بي ضوءاً من الوجد أخضر! |