|
تـــابــــوتُ حـــبــــي كُـــلُّــــهُ عــشــوائـــي |
و مكانتـي فـي الـوجـدِ : قـطـبُ ريــاءِ |
قَــــدَرٌ مــــن الـغـوغــاء فــــي أيـقـونـتـي |
مـنـذ انكـسـار الصـمـت فـــي أرجـائــي |
يـبـدو انسيـابـي فــي الخـيـال صفـاقـةً |
مــشــفـــوعـــةً بــقـــصـــيـــدةٍ بـــلــــهــــاءِ |
و أرى الـمـريـديـن ، الــغــرامُ يـحـفـهــم |
و أنــــا أُلَـــــفُّ بـحـسـرتــي و هـبــائــي |
لـكـنـنــي فـــــي بـــــاب أطــهـــر كــائـــنٍ |
مـــــــلأ الـــوجــــود بـــأوفــــر الـنــعــمــاءِ |
فـــي بـابــه ســأظــل أَطــــرُقُ لاهــجــاً: |
:يــــا ســيــدي ، يــــا أكــــرم الـكــرمــاءِ |
جـاء (المُـوَدِّفُ) مـن متـاهـات الـنـوى |
بـبـقــيــة مــــــن روحــــــه ، و رجـــــــاءِ |
مـــا كـــان يـــدري مـــا الـغــرامُ حقـيـقـةً |
حــتــى اجـتــلــى فـــــي شــرفـــةٍ غـــــراءِ |
راحـت تـجـدد فــي المعـانـي و الــرؤى |
و بــكــل مــــا يــدعــو إلـــــى الـعـلـيــاءِ |
حـتـى اغتسـلـنـا مـــن يـقـيـنٍ خـالــصٍ |
مــســتــرشــديــن بـــعـــفَّــــةِ الأنـــــــــــداءِ |
لــكــنــمــا مــــــــا زال فــــــــي تــوقــيــرنــا |
بَـلَـهٌ ، و فــي الـنـجـوى لـفـيـفُ هُـــراءِ |
ما زال طالعنا النكوص ، كما تـرى ، |
و أمَـــــــرُّ مـــنــــه نــكــايـــة الأعــــــــداءِ |
و لـنــا مـــن الأمـجــاد سِــفْــرٌ خــائــبٌ |
يــنــداح ضــوضــاءً عــلــى ضــوضــاءِ |
و الأمــــة الـشـمـطــاء يـنــخــر عــزَّهـــا |
، يـــا ســيــدي الـمـخـتـار ، أيُّ بــــلاءِ |
لـــم نكـتـسـب عــبــر امــتــداد حـيـاتـنـا |
إلا شـــــقــــــاءً مُــــتْــــرعــــاً بــــشــــقــــاءِ |
و الدين ، في زمن الطغـاة ، مضيـعٌ |
مـــــا بــيـــن قـــــوم كـــــاذب و مــرائـــي |
يــتــوزعــون الـــدِّيـــن فــــــي أثــوابــهــم |
كـــم جُـبَّــةٍ فـيـهــم ، وكــــم أســمــاءِ ! |
كـم سُبْـحـةٍ رقـطـاء ، كــم مــن لحـيـةٍ |
لا تـــنـــطـــوي إلا عـــــلـــــى أشــــــــــلاءِ |
و الآخــــرون تـعـولـمـوا ، و تـأقـلـمــوا |
مــع كــل مــا فــي البـعـد مـــن إغـــواءِ |
هــــم مـــــن بـقــيــة أهـلــنــا و ديــارنـــا |
مـــن جـلـدهـم خـرجــوا بـــلا استـحـيـاءِ |
نقمـوا علـى الإسـلام فاعتنـقـوا الجـفـا |
حُكْـمـاً عـلــى مـــا فـيــه مـــن سـفـهـاءِ |
و كــأنــمـــا الإســــــــلام دون هــــــــوادةٍ |
يــدعـــو لــهـــذا الـجــهــل و الـظـلـمــاءِ |
مـــا شـوهـتـه ســـوى عــقــولٍ أثــمــرتْ |
عــصــبــيـــةً ، بــعــمــائـــم الــفــقـــهـــاءِ |
و مـنـاهــضــون بـــقـــاءَ أيِّ فـضـيــلــةٍ |
بــذريــعـــةِ الـتـهـمــيــشِ و الإقـــصــــاءِ |
و المغرضون ، و كم لهم من أوْجُـهٍ |
فــــي أمــــةٍ تـحـيــا عــلـــى اسـتــجــداءِ |
لـــــو قـسْـتـهــم بـخَـلاقـهــم لـوجـدتـهــم |
لــــم يـنـهـلـوا مـــــن ســـــورةِ الإســـــراءِ |
لــــــــم تــبــتــهــج أيــامـــنـــا بــمــحــطــةٍ |
خـضــراء ، أو شـــيء مــــن الإغــــراءِ |
حـكـامـنـا بــاعـــوا الـشــعــوبَ بـحِـفْـنــةٍ |
مـــــــن ذلـــــــةٍ ، مــبــذولـــةٍ بــســخـــاءِ |
و الـجـهــل فـــــي آفـاقــنــا مـسـتـوطــنٌ |
مــتــمــكــنٌ مـــــــــن أمـــــــــةٍ حـــمـــقـــاءِ |
و الــطــيــبـــون كــنــجــمـــةٍ قــطــبـــيـــةٍ |
فــــي كــــل هــــذا الـلـيــل و الـهـيـجــاءِ |
لــولاهــمــو مــــــا راح يـــقـــرأ وجــهُــنـــا |
دربــــــــاً إلــــــــى بــحــبــوحـــةٍ غــــنـــــاءِ |
مـــاذا ستـحـمـل مـــن لـغــات محـبـتـي |
هــمــزيـــةٌ ســتـــحُـــطُّ عــــنــــد الــــيــــاءِ |
فـــــي ثـغــرهــا مـــــا لا لـــغـــات حـــيـــة |
حـفـلـتْ بــــه ، مــــن روعــــةٍ و ثــــراءِ |
لـكـنـمــا فـــــوق الـحـقـيـقـة و الـنــهــى |
مـــا فـــي يـــدِ الـوجــدانِ مـــن أشــيــاءِ |
فــوق الـخـيـال و فـــوق كـــل تـصــورٍ |
مــــوضــــوع أكــــــــوانٍ بــــــــلا أمــــــــداءِ |
فــلــو الـقـصـيـدة أذعــنــت لـخــواطــري |
ستـمـيـد عـــن زحـــفٍ و عــــن إقــــواءِ |
لـيـت الـيـراعَ يجـيـد رســـمَ حشـاشـتـي |
و يشـفُّ عـن نـدمـي العمـيـقِ بكـائـي |
إنـــي أرى ظـلــي عــلــى قَــــدَمَ الــنــدى |
فـــي شـكــل إنــســان تـقـمــص دائــــي |
و الحزن ينفض ما تعالـق و الدجـى |
فـتـفــيــض أقــبــيــة الــحــشــا بــنــقـــاءِ |
تـــلـــك الــفــراديــس الـــتـــي غـيـبـتُــهــا |
عـــــن ذاتــهـــا ، بــإرادتـــي الـشــعــواءِ |
أسـتـذكــر الـمـاضــي بـنـصــف تــأمـــلٍ |
أخـشـى عـلـيَّ مــن اكتـشـاف غـبـائـي |
أي انـكـفـاءٍ ، يـــا تـــرى ، سيـذيـبـنـي |
خجلاً ، و قد أسرفت في أخطائي ؟! |
أي الــمــحــطــات الــــتــــي سـتـقــلــنــي |
لـــــو جـئـتـهــا مـتـنـكـبــاً أعــبــائــي ؟! |
أي الـقــوافــي الـحـالـمــات سـتـحـتـفـي |
حــد الجـنـون ، بـفـكـرة غـشـمـاء ؟!ِ |
هــــذا بــلائــي ، لــــم أكـــــن مـتــورعــاً |
فـي رؤيتـي ، و رسالـتـي ، و أدائــي |
يـشـكـونـنـي فـــــي كـــــل لـــيـــل للهدى |
يـسـتـغــفــرون لأنــجــمـــي الـــســــوداءِ |
و الــرجــس يــنـــزغ بـاعــتــزامٍ مُــفـــرِطٍ |
بـيـنــي و بــيــن مـحـجـتـي الـبـيـضــاءِ |
إنـــــي أتـــيـــت إنـــابـــةً ، و مَـثـابــتــي |
لا لــــــن تـــعــــودَ بــخــاطـــرٍ مُــســتـــاءِ |
لــــي كـيـمـيـاءُ الـفـجــرِ فــــي إشــراقـــهِ |
و الــجـــرأة الأقـــــوى عـــلـــى الإثــــــراءِ |
هـل سـوف أستحيـي أنـا مــن وقفـتـي |
فـــي بـــاب عـفــوك يــــا أبــــا الـفـقــراءِ |
و أصـيــر إنـسـانـاً ، تــجــاوز جـهـلَــه |
مــتــبــرئــاً مــــــــن ريــــبـــــةٍ و مـــــــــراءِ |
و غــــــدا يُـــصَـــدِّرُ لـلـقــلــوب وقـــــــارَه |
و رشـادَه ، و يفـيـض فـيـضَ سـمـاءِ |
هـــــذا أنـــــا وهَــــــج يـــطـــل بــومــضــةٍ |
غــيــر الــتــي فــــي خــاطــر الـشـعــراءِ |
كـــم شــاعــرٍ قـبـلــي تــغــزل بـالـهــوى |
وانــمــاز فــــي التـشـبـيـب و الإطـــــراءِ |
لـكـنـنــي فـيــمــا اجـتــرحــتُ كــشــاعــرٍ |
كـنـت المـغـايـرَ فـــي حـضــور فـنـائـي |
لـــغـــةُ الـقـصــيــدةِ غــيــمــةٌ ضــوئــيــةٌ |
تـنــثــال مـــــلء مـــواجـــدي الــســمــراءِ |
و الأغــنـــيـــات لــــواعـــــجٌ صـــوفـــيـــة |
تـمـتـد مـثــل الـشـمـس فــــي أنـحـائــي |
وأنــــــا خـــلاصــــة كـــائــــنٍ مُـسْـتـنــفَــدٍ |
نسـيَ التـرابَ ، و مــات فــوق الـمـاءِ |