|
حولَ المدينةِ ماردٌ وجدارُ |
وعلى الطريقِ إليهما إعصارُ |
خذْ بالنصيحةِ طائعاً أو مرغماً |
وانجُ بنفسك أَيُّها المغوارُ |
لا لن أعودَ وإن تحقق مقتلي |
إن الكرامةَ في الحياةِ قرارُ |
إني عقدتُ العزمَ أن لا أنحني |
حتى تُقبّلَ هامتي الأقمارُ |
حتى تكونَ الأرضُ رهنَ إرادتي |
ويكونَ لي بين الشموسِ مدارُ |
أنا فارسُ الفتح الجديد وفي يدي |
سيفُ الإباءوفي دمي إصرارُ |
في أرضِ غزة قد وُلدتُ بعزةٍ |
لمّا هوتْ في ذلِها الأمصارُ |
فحملتُ راياتِ الجهادِ مدافعاً |
عن أمةٍ فتكتْ بها الأخطارُ |
نادى بلالُ النصرِ من أرضِ الفدى |
فأجبتُهُ وأجابَهُ الأحرارُ |
سِرنا بجيشِ الحقِ في ساحِ الوغى |
متماسكينَ وخصمُنا مُنهارُ |
ياغزةَ الأبطالِ لا تستسلمي |
فغداً سيكتسحُ الظلامَ نهارُ |
وغداً ستشرقُ شمسُ أمتِنا التي |
يسعى لحجبِ ضيائِها الأغرارُ |
إني أمرؤٌ رغمَ المواجعِ لم أزلْ |
مستبشراً ويحقُ لي استبشارُ |
هذا ربيعُ المجدِ أرسلَ ظلَهُ |
وكأنهُ في المشرقينِ دِثارُ |
غُرستْ فسائلهُ بتونسَ فارتوت |
بدماءِ أبطالٍ همُ الثوارُ |
ونمتْ بساتينُ الشموخ وأثمرتْ |
في أرض مصر وطابتْ الأثمارُ |
غنتْ لها الأطيارُ في يمنِ الهدى |
فتبسمتْ يومَ الحصادِ ذمارُ |
وتأهبتْ شامُ العروبةِ للوغى |
حتى استعاذَ بجحرهِ بشّارُ |
وغداً سينتفضُ الخليجُ ويرتدي |
ثوبَ الجلالِ ويسقط السمسارُ |
هذا مخاضُ النصرِ صبراً أمتي |
إن السبيل إلى العلا أطوارُ |
سنحرر الجولان من قيد العدا |
وسينضوي للوائنا الأنصارُ |
يا أرضَ هاشمَ يا منارةَ عزتي |
لا تسمعي ما يزعمُ المهذارُ |
سيري على نهجِ البطولةِ واقصفي |
تل الربيع ليسقط الفجارُ |
دقي مساميرَ الهلاك بنعشهِ |
فلطالما أودى به مسمارُ |
هو قابعٌ خلفَ الحصونِ مولولاً |
ولهُ بكلِ إشارةٍ إنذارُ |
هذي طيورُ الحقِ تقتحمُ المدى |
سجيلُها القسامُ والأحجارُ |
هبي حماسُ وحاصري أعداءَنا |
فلقد وشتْ بجيوشهِ الأشجارُ |
هذا عدو الله يا جند الهدى |
خلفي يئنُ ودمعهُ مدرارُ |
قوموا إليهِ ومزقوا أوصالَهُ |
لاترحموهُ فإنهُ غدارُ |