|
الوردُ يصغـــــي لشكوى الروح أحيانا |
يهتز يندى مع الأشواق ريّـانـا |
وقلبك الجاحـــــد المغرور عذّبنـــــــي |
أكان يفقه غير الصد عنوانـا ؟ |
أبكـــي وتـنـظــم عـيناي الهوى جلـــدا |
فلو سكنت تركت القلب هيمانـا |
وتضـــحكــين تـقـولـــــين الهوى لعب |
ما شأنه والغواني وابن من كانا؟ |
أعـــود للشـــعر عــلّ الشعر ينصفــني |
وكم تحدث عن خدّيك نشوانـا |
بـثـثـتــه عاشــــقا من غـير فلســــــــفة |
يروي شواطئنا يغني محيّانا |
وتحـــرقـــين قصـــيداتــــي عواطرها |
وتقرئين مجلات وإعــلانـا ! |
حببت أمســـي والذكــــرى وخاطــــرة |
لها عبير يـفوق الشيح والبانا |
وانت عـهــــدك بالنســــيان مولعــــــة |
فما حفظت لنا عهداً وأيمانا |
تأمّــــلي هــل تريــــن الآن مـن أمـــل |
به تلوذين إذ أحزنت إنسانا ؟ |
بل انت فـــي لهــــوك الحيران حائـرة |
ما كنت صادقة في صون نجوانا |
تذكّــــــري أنــــني لم انس حادثــــــــة |
وأمسيات بها طابت حكايانا |
هذي التصــــاوير والانســـام شــاهــدة |
أنا بنينا من الآمال أركانا |
أنــــا رســـمنا على الآفاق أشرعــــــة |
مدادها الذوق إذ يهمي بدنيانا |
كـــم ســـفرة حلــــوة غبّ الأصيل بها |
طفنا على مركب العشاق بغدانا |
تذكّـــــري فغـــدا تـنعى ركـــائبنـــــــا |
وقد نكون جوار الله جيرانا |
ولي حســــاب على ماكان من وجــــع |
ولي عتاب يذيب الصخر ألوانا |
فأيّ عـــذر بــــه ياأنت ناطـــقـــــــة ؟ |
ولم تكن لغة الأعذار برهانا؟ |
الورد يصـــغي ولكن أنت هامــــــدة |
ماذا جنيت يعود الوهم مسعانا؟ |
لـقــــد فـقـدت اليـــد اليمنـى وذا قدري |
فهل جزاؤك أن أضرمت نيرانا ؟ |
تركت روحــــي تـشــكو الظلم متعبــة |
ولم أجد أبدا في الناس إخوانا |
اذا الخـيانــــة في أعماقـك اتـــضحت |
فلست أعجب هذا حال دنيانا |
هربت انت ويكفـــــي الصبّ منزلــــة |
أن ظل في صحف الإخلاص عنوانا |
أن كـــان في قصصي للصدق تـقـدمـة |
وقد كفاني حوار الصدق إحسانا |
فقبلي الثغر يا أيام وانتبهي |
فـإنني واصلٌ من رام تحنانا |
وانـــني أعـــين الفاديـــن تــتـــبعــنــي |
أجيء أذهب بالأشعار حسانا |
صـــدعت بالحقّ بالآمـــــال مـبـتـسـما |
فرق في واحة الأشواق مـأوانا |
فالجــرح جرحــي ولو ضمّـنـتــه عتبا |
أو رحت أنشر باليسرى له شانا |
فـلـلـفـراديس هـمـــس ظلّ يرقـبـــنـــي |
هناك قلباه كم ليلى ستلقانا ؟ |
وكــــم يـــد كــــم يميـن سوف تحملني |
إلى نعيم الأقاحي حيث أخرانا |
هـــناك يوحـــي الصـــدى عن كلّ ذي شغف |
داوى القلوب بلطف ثم أبكانا |