|
قلبــي صــباحٌ بالمــودّةِ مُشــرقُ |
وبكـلّ ماتهوى السرائــــرُ يعبــــقُ |
مـُذ كان يحبـو بالحضارةِ مبدعاً |
يهـبُ الجمالَ بحسّــهِ يتخــــــلّــــقُ |
يهفو إلى الأمجــــادِ إنســـــانيّــة |
يشــدو ، وأمّـــته الحنــونُ تصفّــقُ |
ولـــهُ بنــودُ النصرِ والعزّ التــي |
في كــلّ ساحاتِ الرجولةِ تخفــــقُ |
وحباهُ ربُّ الناس أشرفَ منطـقٍ |
مَـن كان يدنو لو تناهى المنطـقُ ؟ |
قد سرّه أنّ الحياة مرابــــــــــــعٌ |
فيها لــهُ بالخيـــر غرسٌ مــــورقُ |
للثائرين الغرّ يولمُ راجيـــــــــــاً |
أن تـنهض العزماتُ يســـمو المشرقُ |
كي يمنح الأيّــامَ زهوَ بطولـــــةٍ |
فالحبّ قصــدٌ والوئـــــام منمّـــــقُ |
كي يمنح التأريخَ فرصة يومـــهِ |
ويعــود للأفكـــار شـــأنٌ أســبـــقُ |
قلــبي صــباح بالمــودة ينطـــقُ |
وهــــــناك ظـلمٌ بالمفاســـد ينعِــقُ |
ياغربُ صــــبراً فالدوائرُ أقبلت |
ســــوداً على جنباتـــــها تــتخـرّقُ |
ســـوداً تحطّـّــم كـلّ وغدٍ غادر |
يلهو يُمــــاري بالحقـــول يُحـــرّقُ |
تــذر الجبالَ الشمّ في قاع الثرى |
والناطحــــات ومن لها يتصــــدّقُ |
تبكـي على النزلاء تحت ركامِها |
أو تلعن الدجلَ الغليظ لمن بقـــــوا |
أو تكتب الماضي بطرفٍ ساخرٍ |
وتهيب بالحُـمــر الهنـــود تحلّقــوا |
دال الزمـــانُ محاكيــا دوْلاتــــه |
ليدول منها المســتريبُ الأحمــــقُ |
لــتــدول باللـؤمــاء أبنـــاء الزنا |
أو من لهم جــرّوا الذيـــولَ تملّقوا |
هــذي الحياةُ غريـبـة في طبعها |
لوطاب طيفُ العيشِ ساء الملحقُ |
هـــذي البدايةُ للنهايـــــة فاسألي |
يارقــــة الأرواح أين الزنبــــقُ ؟ |
أين الطلولُ الحانيــاتُ وبســــمة |
من حسنها لهفــاً يغـــارُ الشــيّــقُ؟ |
والذكرياتُ وقـــد نأى أحبابُــــها |
لا مــؤنــــسٌ لا ذو حنيـــنٍ يُـــبرقُ |
أين التي ألهــــى الفؤادَ رضابُها |
وغـفى على نفحاتِها المستـشـرقُ؟ |
لمّا رماها البؤسُ واستشرى الأسى |
والحائرون على الدروب تفرّقــوا |
ولّـى صنيعُ الودّ معْ معروفـــــِهِ |
لم يــبقَ إلا الصبرُ وهـو موثــّـــقُ |
قولي لهم دال الزمانُ تــفـتــّحت |
أكــمامُ حُســــــنٍ بالبهـــاء تحلّـــقُ |
ريحانُــها في الشرقِ طال سباته |
واليوم أيقظـــه الجــــهادُ الأصدقُ |
صــدّ الذيــــن تفرعنوا في غيّهم |
بحقوق أربابِ الوفــــاقِ تشــدّقــوا |
قــد شـيّـــعوا الإنسان إنسانيّــة ! |
والحالُ ممقوتٌ نعـــــاه البَـــطرقُ |
ومشــوا على أحلامـــهِ تـبّـا لهم |
بالغلّ من سفــــهِ اليهــــود تزوّقوا |
ســرقوا رفاةَ الأقحوان من الرُّبى |
ولكم تـناثر ( جنبدا ) إذ يُــرشـــقُ |
عاثوا فساداً بالحضــــارات التي |
لولا نــــداها مــا رآهـم مُعــــــرقُ |
نسجوا بريــــقاً من سراب ثقافةٍ |
لكنّـها- والحقّ - زيفٌ يُـــنســــــقُ |
ربــحوا الهوان وكلّ شيءٍ هالك |
لو مـــرّه يومــا هــــوانٌ ضــــيّــقُ |
أتـذكـــر الطغيـان حين أراهــــمُ |
إن غــرّبوا حول الحمى أو شرقوا |
أولاء ياوطني طغـــــاة حضارة |
لا كالـــذي شــاد الذي لا يُــنـتـــقُ |
وأرى شـــآبيبَ الدمـــــاء مسيلة |
لو مرّ منهـــــم ســارقٌ أو زورقُ |
دَجَلٌ بـــه عُــرفوا فعاشـــوا ملة |
بالحقــد والكفران دومـــا تمــــرقُ |
ماقــوّموا الا المكــــــارهَ والخنا |
مدنـيّـــة عـنها يفـــرّ الخِرنِـــــقُ ! |
يارقــــــة الأرواح هذي دوحتي |
هــــذا زمان محبّـــتي يتعملـــــــقُ |
هـذي البدايـــة للنهايـــة فانظمي |
دُرَرَ الأديب لكي يفيــــق المُصعَقُ |
قلبي صــباح بالنفائس يشـــــرقُ |
يستــنطق الأقصى متى نـتـدفّـــقُ؟ |
أقصـيتُ دمعي إن ذكرتك لحظة |
كي لايخالطك الأنيـــــــنُ المحرقُ |
بهواك مسرورا أنــــاجي أرتقي |
وأبث أحزانــــي التــى لاتُســـــبقُ |
بالروح منّــــي قــد نزلت فحفّها |
أنسٌ لطيفٌ أو هيـــــامٌ مونــــــــقُ |
أرنـــو الى الشــهداء حين تساقطوا |
ثـــمّ الذيــن إليهـــمُ لـــم يلحقـــــوا |
ومشيتُ ألتمــسُ الحنانَ مشاعراً |
ياأيّـــها المكلومُ كيـــف توثّـــــقُ ؟ |
وإليك جــاء الأنبيـــــــاء ويمّموا |
مســرى الحبيب فهم هنالك رَزدَقُ |
ياأيّــها المكلــوم : قدســـيّـــاتــنا |
نادت ودمعك في الهضــــاب مرقرقُ |
نادت صلاح الدين أين الملتقى؟ |
أين الحبائب والنـــدى والفيلـــــقُ؟ |
أيّــــان يأتي الأوفـيــاء وتختــفي |
زمرُ اليهود ومن هناك تخندقـــوا؟ |
عاد الصليبُ الى الربى متصهـينا |
ولـــه من الأعراب ذلٌّ مطبـــــــقُ |
خانـــوا الديار الزاكيات أصولها |
باســم العروبــة كل شيءٍ يُخــرقُ |
فانهض صــلاح الدين أقصانا بكى |
والقدس ترّبــــها الســـــقام الموبقُ |
فالشرّ آن بكفّ " فرعون" الذي |
هـتك الستــور بأهلنا يســــــترزقٌ |
أدرك ثرى الفادين أروقــة التقى |
هذي فلســـطين التـــي لك ترمــقُ |
أدرك ثـكالى ثورة شــعبــيّــــــة |
ماكـــان يــدرُكها الذين تأبّـــــــقوا |
ماكــان يجديــها كـــــلامٌ زائـفٌ |
والبابُ عـنــها بالتـــخاذل مغلـــقُ |
أدرك - فديتك- بالمكارم كلّ من |
خلع الثــناء عليـــك فهــو موفّـــقُ |
قلبــي صباحٌ والمدائـــــنُ نُمرقُ |
لو مرّت الســـنوات فـيها تخلِــــقُ |
أمّــا إذا الأحداث ملء سمائــــها |
فالموت رزق والحجـــــارة مِرفقُ |
فـتضيـــع كلّ الأمنيات فلا ترى |
غـير الدمـــار ومهجة تـتـشــقّــــقُ |
غير الخراب مع الردى يوحـي بـه |
بالغلّ " أوباما " ومن إليهِ أبرقـوا |
فاكتب أيـا قلبي السطورَ مؤرّخا |
هذا الجـــهاد وســـيلهُ المتدفّـــــــقُ |
أولاء من جعلوا الجسوم قـنابـلا |
فــي كــلّ ساحــات الفــداء تفلّـــقُ |
صانوا بحب الله ســــارية الهدى |
وبكلّ أخــــلاق الرجـــال تعمّــقوا |
فاكتب أيـــا قلبي بدايــــة نهضة |
أجلٌ قريبٌ ثـــمّ يفنـــى الجوسَـــقُ |
وتعود أوربّـــــا تجــــرّ غروبها |
وتعود شمسي بالمرابـــع تـشــرقُ |
ولنا بنـــودُ النصر والعـــزّ التي |
في كلّ أجــــواء الأحبّـــة تخفـــقُ |
ربّـاه صلّ على الحبيب المصطفى |
ماحَــنّ قلبٌ أو تغنـىّ شـيّـقُ |