|
خُذِ الأناملَ منّي واهجرِ الوترا |
فالروحُ - يا دهرُ - تُغني اليوم مَــن عـثرا |
تكلّم الناسَ لم تبخلْ محاجرُها |
تـحاورُ النورَ والعلـيــــاءَ والحــجـــرا ! |
خـذِ الأناملَ ليس الوهمُ راحلتي ولم أكــنْ حولَ ظِــلّ الشّكِ مُـعـتـمــرا |
بل لم تكن لغةُ الأبطالِ قاصرةً |
فكلُّ مَن لازمَ الماضي على أملٍ |
أن يفقهَ البعضُ إرثاً ظـــلّ مُـحـتَـقــرا |
فغيرُ لبسٍ خميسُ الحبِّ يغبطهُ |
من مُـقـلـتـيـهِ يـنـالُ الخلدَ والوَطـَـــرا |
شتانَ أن يسلكَ العِرفانَ ذو أدبٍ |
يصــوغُ من قلبهِ آيــاتـِــــه الـغُـــررا |
وبينَ أنْ يبتدي الشرقيُّ مغترباً |
فينتهي وهوَ يزجي الوهنَ والهَـــذرا |
يا حاديَ الركبِ هلّ الفجرُ واتضحتْ |
كلُّ المســـــالكِ لم ينسَ الضــحى أثــراً |
تذكّرِ العهدَ مـــا جـــادتْ نسائمُهُ |
تـروّح الـنـفـسَ والأوتــــارَ والفِـــكَــرا |
واحملْ أصيصاً به للذكرياتِ صدىً |
وفيه يوماً غرســـتُ الورْدَ مُــدكـــــرا .. |
عصْراً لعترتِـنا صانوا مودّتنا |
وأغرقــونا بوصْــلٍ جــاءَ مـنــهــمــرا |
وعُـج على جنّــةٍ وا فرحتي صدحت |
فيها العقيقُ تـنـاجـي مَـن بكـى ســـحـرا |
وسلْ مُحجّــبةً في القاعِ مـترفةً |
تستقبلُ الليلَ بالأشـــواق ، والقــمـــرا |
أم ذا عبيرٌ يحجّ المستهام لـــه |
متى تــولىّ ، أذاع الآه مـســـتــتـرا ؟ |
أمِنْ مُدامةِ تِـحنانٍ مـعـتـقــةٍ |
لِـعـلـةٍ يـسـتـقـيــها يـقــتـل الـكــــدرا ؟ |
أمِنْ لحــونٍ بعَرف الضاد مفعمةٍ |
تـعـيدُ مــن ســالفِ الإيـقــاع ما انـدثرا ؟ |
يا حاديَ الركب كاد النقد يقتلني |
مــمّـنْ يــضجّ إذا ألـقـمـتـُــه حــَـجـَـرا |
مــمّـن أراهُ بــلا أينٍ بلا جـهـةٍ |
يهينُ جانبَه ، أو يـطـعــنُ الشــــعرا |
يُشبّه الفِعلَ بالمفعولِ توريةً |
يُشوّهُ اللفظَ والأسلوبَ والصّورا |
لا غروَ أن يضحكَ الواشي ، قد انفصمت |
عُـرى الضــمير ، وكـان الفكرُ مـنحــدرا... |
إلى الحضيضِ ، فلا بانتْ مروءتُه |
فــي لـهــوه نــال مـن أصنائِه الـقـَتـَرا |
والعذرُ ينفع لو كان الفتى لبقــاً |
أو كان فيما يقول الناسُ مُـعـتـبــــرا |
لكــنّها سُنّةُ الأيّام ، قافيةٌ |
تموت غِــلاًّ ، وأخــرى ترتمي حــذرا |
نعم ، وأخرى بما أفضت غلائلها |
تغازلُ النورَ والـتـأريخَ والـقــدرا |
وترتدي الزَّهــرَ أفوافاً مقشّــبة |
تــعانـقُ الزُّهـرَ حــتى تـلـثم السَّــحرا |
بعُرسـِـها تـتـخـطى كــلَّ نازلــةٍ |
فــلا ترى عِــوجــاً فـيـهـا ولا وضـرا |
ما زلت أعـزفُ باليُمنى ولا عجبٌ |
فـللـخـوارقِ عــاداتٌ غــدت غـُــررا ! |
وللـحـقــيـقـةِ غنّت أطــربت فرحاً |
حِـسانُ شـــوقٍ تـحـيل النـظـم مـزدهـرا |
أُعـيـذها بالمنى من كلِّ طــارقةٍ |
أو همْسِ جـارحـــةٍ تـسْـتـنزف العُـمُـرا |
ســتذكرونَ – يميناً – مـا أقول لكم |
هيّا اجمعــوا الأمـرَ ثــمّ استنهضوا البشرا |