|
عزَّ الهوى والشعـر والانشـاءُ |
أمْ خانَنـي بلِقاكُـمُ الإيـحـاءُ |
أسعى لنيْل مساحةٍ بصدورِكـمْ |
بقصيـدة كلماتُهـا عصـمـاءُ |
يهتزُّقلبـي ضاحكًـا أو باكيًـا |
إنْ خَبَّرتْنـا عنـكـمُ الأنـبـاءُ |
ما سرَّكمْ قد سرَّنا، مـا سرَّنـا |
قد سرَّكـمْ، تتداخـلُ الأهـواءُ |
ما ضرَّكم قد ضرَّنا، ما ضرَّنـا |
قد ضرَّكـمْ، تتشابـهُ الأعبـاءُ |
تتجمَّـعُ الأرواحُ رغـم فراقنـا |
دومًا، فهـل تتجمَّـعُ الأشـلاءُ |
كالجسمِ بُنيانًـا إذا حلَّـتْ بـه |
حِمَمُ الحُمى تتجاوبُ الأعضـاءُ |
هيَ ذاتُنا ذاتُ التّـرابِ وكنهُهـا |
سِـرٌّ لـهُ سِـرٌّ لـهُ أصــداءُ |
كالبَحْرِ يحمي في الوجودِ وجودَهُ |
وبِحَـدِّهِ تتكـسَّـرُ الأشـيـاءُ |
نسعى لنيـل كرامـة بنضالنـا |
لا تستهين بصيتهـا الأجـواءُ |
لكننـا لا نبتغيـهـا سهـلـةً |
في يُسرها عسْـرٌ بـه إنهـاءُ |
لا نبتغيها منحـةً مـن عابـرٍ |
قد صاحبتْها ضحكـةٌ صفـراءُ |
لن نبتغي غير الرَّدى أو نصـرةِ |
يزهو بها من بعدِنـا الأحيـاءُ |
لن نستعيذَ بخادعٍ مـن خـادعٍ |
نرجـو حمـاهُ وكلُّهُـمْ أعـداءُ |
همْ واحدٌ في نهب خيرات الثرى |
حتـى وإن تتعـدَّدِ الأسـمـاءُ |
وقدِ اعْتدواْ بقدومِهم ومكوثِهِـمْ |
بتبجُّـحٍ لـم يعفِـهِ الإعـفـاءُ |
فتبيَّنَ الحَـلُّ الوحيـدُ لشعبِنـا |
فتعـدَّدتْ مـن حولِـنـا الآراءُ |
وتردَّدَتْ هُجْنُ السَّـلامِ فعُقِّلـتْ |
وتكرَّرَتْ فـي حقِّنـا الأخطـاءُ |
وتمخَّض الرَّمل السَّخينُ مرابضا |
فيها تجـولُ النَّاقـةُ الرَّقطـاءُ |
وحفيفُ أسمال النَّخيـلِ بواحـةٍ |
ضُرِبَتْ عليها خيمـةٌ سـوداءُ |
إنّا لنبنـي عِزَّنـا فـي عُمْقنـا |
منَّا الشّموع ومنهـمُ الظلمـاءُ |
نصبـو لفجـر قـادمٍ متـقـدِّمٍ |
مهما تطـول الليلـةُ الدَّهمـاءُ |
إنْ جاءنا غازٍ نَرحِّـبُ بالـرَّدى |
تهفو إليـهِ الـدُّور و الأرجـاءُ |
وإذا أتى ضيفـا فتحنـا دربَنـا |
بقصيـدةٍ كلماتهـا عصـمـاءُ |
نشدو بمطلعها قريضا مُنهكًـا: |
عزّالهوى والشِّعـرُ والانشـاءُ |