|
ودّع صِغاركَ إنّ الجيْشَ مُرْتحِلُ |
وهل تطيق ودَاعاً أيّها البطلُ |
ودّع صغارك قدْ لاتلتقي بهمُ |
إمّا قُتلتَ بِقَصْفِ القوْمِ، أوْ قُتِلُوا |
لا تنتظرْ جَمْعَ عُرْبٍ في مُساعَدَةٍ |
تأتي ببطءٍ كَمَا يَأْتِي الوَجي الوَحِلُ |
لا تنتظر سندا يأتي على مهلٍ |
كَمَا السَّحَابَةِ ، لاَ رَيْثٌ وَلاَ عَجَلُ |
لا تنتظر عرَباً في عُمْقِهمْ فشلٌ |
في عُمقِه فشلٌ، في عُمقِه فَشَلُ |
إنَّ اسْتِعَانَكَ بالأعْرابِ في مَثَلٍ |
كَمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ |
لَيْسُوا كَمَنْ يكرَهُ الأعداءُ طَلعَتَهَمْ |
وَلاَ تَرَاهَمْ لِنَيْلِ المَجْدِ يَخْتَتِلُوا |
يَكَادُ يَصرَعُهَمْ في كُلِّ مَعركةٍ |
إِذَا يَقُومُوا إلى أعدائِهِمْ كَسَلُ |
مِلءُ الجيُوبِ وَصِفْرُ المَنْحِ إنْ مَنَحُوا |
إِذَا تَأتّى يَكَادُ الصّفرُ يُختَزَلُ |
لا تكترثْ لِغَدٍ في جمْعِ منْ تَرَكُوا |
مِنْ قَبْلِكَ القُدْسَ بالآلامِ تَكْتَحِلُ |
فدَعْ جَماعَةَ أعْرابٍ وقَدْ ثَمِلُوا |
وهلْ يُقاوِمُ ظُلْماً شارِبٌ ثَمِلُ |
صَدَّتْ حكوماتُهمْ عنكمْ لتخذلَكمْ |
جَهْلاً "بآل أسيْدٍ" حَبلَ مَنْ تَصِلُ |
أإنْ رَأَتْ رَجُلاً مُسْتَأْسِداً حسِبَتْ |
بأنّه أسدٌ، أوْ أنّهُ رَجُلُ |
هذا مَكَانُكَ باتَ الموْتُ يحصُدُه |
ولايزال به "مُستأْسِدٌ" وَهلُ |
بئسَ اللئيم بهذي الأرضِ مسْترِقاً |
نَوْمَ الضِّعَافِ بِجَوْرٍ ليس يُحْتَمَلَ |
يُحاورُ الغَيْمَ فيها كاذباً أشِراً |
مُؤزَّراً بفريقٍ مَا به خَجَلُ |
يَوْماً بأخبَثَ مِمَّا يَدَّعِي أَحَدٌ |
مِنْ هؤلاءِ تُرى هَلْ تَشْهَدُ الأُصُلُ |
قالَتْ بلادُكَ لَمَّا قُمْتَ مُنْتَفِضاً |
لهفي عَلَيكَ ، ومَجْدي فيكَ يَا بَطَلُ |
أمَا تَرَى وطناً يهفو إلى وَطَنٍ |
كَأَنَّمَا القصفُ فِي حَافَاتِهِ الشُّعَلُ |
لَهُ النِّساءٌ وأطْفالٌ ألَمَّ بهمْ |
قَصْفٌ عنيفٌ على الأحْياءِ مُتّصِلُ |
يبكي الزّمانُ دمشقَ اليومَ عنْ أسَفٍ |
والدّمْعُ فيها غَزيرٌ مُسْبِلٌ هَطِلُ |
لا يُلْهِكَ اللَّهْوُ عَنْهَا إنّهَا ظُلِمَتْ |
وَلاَ اللَّذَاذَةُ مِنْ كَأسٍ وَلاَ الكَسَلُ |
قصْفٌ يحطّم في الأحياء ساكنةً |
بالغَدْرِ يضْرِبُ مِنْهُ العَارِضُ الهَطِلُ |
فَالقتلُ يَجرِي ووخِنْزِيرٌ يُؤجّجُهُ |
وما تَدَافَعَ مِنْهُ الرَّبْوُ ، فَالجَبَلُ |
حَتَّى تَحَمَّلَ مِنْهُ النّاسُ تَكْلِفَةً |
رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينةِ السَّهِلُ |
"يَسقِي" دِيَاراً لَكمْ قَدْ أَصْبَحَتْ تُرَباً |
ظُلْماً فينْبَلِجُ الإنْسانُ والأَمَلُ |
وَبَلدَةً مِثلِ "دير الزّور" مُوحِشَةً |
للجِنّ بِاللّيْلِ فِي أرجائها زَجَلُ |
وربّما الجِنُّ -حتّى الجِنّ- يتْرُكُها |
إلّاِ الَّذِينَ لَهُمْ فِيمَا أَتَوْا شُغُلُ |
أَبْلِغْ بُشَيْرَ بني أسدان مَألُكَةً |
أَيا بُشَيْرٌ ! أَمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ ؟ |
سَتَعْرِفُ اليوْمَ يا بشّارُ أنّ لنا |
بَأْساً سيُضْرَبُ بالآتي بهِ المَثَلُ |
أِمَا تَرَانَا حُفَاةً لاَ نِعَالَ لَنَا |
إِنَّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ |
فَقَدْ نُسايِرُ "رَبَّ البَيْتِ" عَنْ مَهَلٍ |
لكنْ يُحَاذِرُ مِنّا ثُمّ مَا يَئِلُ |
إمَّا وصَلْنا دمشْقَ اليومَ تَعْرِفُنا |
لمَّا تَرانَا بذاتِ الدّرْبِ ننْتَقِلُ |
فِي فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قَدْ عَلِمُوا |
أَنْ سَوْفَ يَدفَعُ عَنْ ذِي الحِيلةِ الحِيَلُ |
نَازَعتَهُمْ سُبُلاً لِلْعَيْشِ في سَعَةٍ |
فكادَ يُقتلُ في أعماقِهِمْ أمَلُ |
وَلَمْ يَعُدْ في نُفوسِ النّاسِ مِنْ أمَلٍ |
إِلاَّ بِثورةِ أندادٍ وقد فعلوا |
يَسعَى بِهَا كلُّ نِضْوٍ يغتدي جبَلاً |
مِنْ فرْط حُرْقَتِهِ مِمَّا جنَى هُبَلُ |
قدْ كان ذَلِكَ يَوْمٌ قَدْ لَهَوْتَ بِهِ |
وَفِي التَّجَارِبِ طُولُ اللَّهوِ وَالخَبَلُ |
مهْمَا رَجَمْتَ بيوتَ النّاسِ سَوْفَ تَرَى |
أنْ لَيْسَ بينَهُمُ طفلا سيمتثِلُ |
هذي دُويلةُ إسرائيلَ" قد أمنتْ |
مِنْ شرِّ قصْفِكَ لكنْ قُتّلَ الأهَلُ |
حتّى عُدَاتكَ في الجولان قدْ أمِنُوا |
فهلْ أصابكَ في ما تبتغي حَوَلُ |
سَنَعْرِفَنَّكَ قَدْ جَدَّ الـنَّفـيرُ بِـنـا |
وَطَالَتِ الحَرْبُ دَارَيّا وَمَا احْتَمَلُوا |
مَهْمَا تُقَتِّلُ فِينَا لَنْ تُرَكِّعَنَا |
يَوْماً بِقَصْفٍ فَتُرْدِي ثُمّ تـَعْـتـَزِلُ |
" كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليَفْلِقَهَا |
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ " |
لنْ تَقْعُدَنَّ ، وَقَدْ أَكَّلْتَهَا حَطَباً |
لابُدّ مِنْ شَرِّهَا يَوْماً َستَبْتَهِلُ |
قَدْ كَانَ فِي أَهلِ حِمْصَ اليوم أوْ حَلَبٍ |
وَفي دمشقَ الّذي يَسْعَى وَيَنتَضِلُ |
فاكفف بني أسد عَنَّا، فَقَدْ عَلِمُوا |
أَنْ سَوْفَ يَأتِيكَ مِنْ أَنبَائِنَا شَكَلُ |
فسَلْ مُعَمَّرَ كَيْفَ الذُلُّ طاوَلَهُ |
وسَلْ عليّاً أدامَ العِنْدُ وَ "الْهَبَلُ" |
وَسَلْ بِنَفْسِكَ زَيْنَ العابِدينَ وسَلْ |
مُباركاً يَوْمَ ثُرْنا كَيْفَ نَفْتَعِلُ |
إِنَّا نُقَابِلُهُمْ بالصّبْر نهزمُهُمْ |
عِندَ اللِّقَاءِ ، وَهُمْ جَارُوا وَهُمْ جَهِلُوا |
أَمَا زَعَمْتُمْ بِأنَّا لاَ نُقَاتِلُكُمْ |
إِنَّا لأَمْثَالِكُمْ ، يَا قَوْمَنَا ، قُتُلُ |
وَلَنْ يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتَّكِئاً |
تُبَاعِدُ السُّؤْمَ عَنْهُ النِسوَةٌ العُجُلُ |
قَدْ جاءَهُ هِنْدُوَانيٌّ ، فَأقْصَدَهُ |
وَ مِدْفَعٌ مِنْ سِلاحِ الخَطِّ مُعتَدِلُ |
سَنَطْعنُ البَعْضَ فِي مَكنُونِ عِزَّتِهِ |
وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَكْتافِنَا البَطَلُ |
إِنِّي لَعَمْرُ الَّذِي خَطَّتْ مَدافِعُنا |
لَهُ وَسِيقَ إِلَيْهِ البَاقِرُ الغُيُلُ |
لَئِنْ قَتَلْتُمْ صبيّاً واحداً بِيَدٍ |
لنَقْطَعَنَّ أيادِيكمْ فَنَمْتَثِلُ |
لَسوْفَ تُمْنى بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَةٍ |
لَمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ |
نَحنُ البَواسِلُ بَعْدَ اللاذقيّةِ في |
كُلِّ المَيَادينِ لا مِيلٌ وَلاَ عُزُلُ |
أمَّا وَقدْ دَبَّر الأعْدَاءُ في صَدَدٍ |
أمْراً بِلَيْلٍ فقدْ خابُوا بمَا جَهَلُوا |
لَمَّا توَلّى حُمَاةٌ قَتْلَ صِبْيَتِنَا |
مَهْمَا يَطُولُ فَلَنْ يَنْجوا بِمَا فَعَلُوا |
قصفاً من الجوِّ لا وَجْهاً نُطاوِلُهُ |
عِندَ اللِّقَاءِ ، فيُرْدِي ثُمَّ يَعتَزِلُ |
لكنَّمَا فوْقَ هذي الأرْضِ مَنْبَتُنَا |
مَاضِينَ في النَّصْرِ مَهْمَا كَلَّفَ العَمَلُ |
مَهْمَا قَصَفْتُمْ مِنَ الأجواءِ نُدْرِكُكُمْ |
أوْ تَنْزِلُونَ ، فَإِنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ |