بسم الله الرحمن الرحيم .
تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبرًا ، مفاده ان الوزير الاول الاسباني قد الغى مشاركته مع القادة الكبارفي العالم في مدينة " سان بيترسبورغ " ، بسبب مقتل عنصرين من الشرطة في تفجير نفذته حركة " ايتا " الباسكية . و فضل البقاء في مدريد ، و ذلك لمتابعة الوضع عن قرب...
مقابل هذا ، و في نفس اليوم ، بدأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جولة مكوكية تقوده الى مدن اوروبية من جينيف السويسرية الى سان بيترسبورغ الروسية ، مرورًا بإفيان الفرنسية . تاركًا البلاد في حالة يرثى لها ، و في فوضى تعجّ بها ، و مخلّفًا وراءه ضحايا بالآلاف لم يتواروا الثرى بعد .
ليته فعل ، ما فعله " خوزي ماريا اثنار" . و لكن آلاف الضحايا الجزائريين لا يساوون شرطيين من الاسبان في نظر " رئيس كل الجزئريين ".
و مما يبعث على الاسى ان " رئيس كل الجزائريين " قال في خطابه الموجه الى الشعب الجزائري ، و الذي نقلته التلفزة : (لو حدثت الكارثة في السنوات السابقة " أي قبل مجيئه للرئاسة " لما اكترث لنا أحد ، و لما اهتمت الدول الاجنبية لأمرنا ، و ما هرعت لمساعدتنا ) ،
و لسنا في حاجة طبعًا الى فهم ، ان " رئيسنا " بقوله هذا يمنّ على الجزائريين بخبز " الصدقات " ، و بعيّر الجزائريين بأنه لو لم يكن رئيسُا لما جاءت الطائرات من مختلف البلدان ، ناقلة " صدقاتها و شفقاتها" ، و لما هرعت فرق هذه الدول لإخراج اشلاء الضحايا من تحت الركام...
و يبدو ان بوتفليقة يجهل المثل العربي ( اذا لم تستح ، فافعل ما تشاء ) ام قل ما تشاء ، و ما يحلو لك ...
بقي ان نقول لـ"رئيس كل الجزائريين " و ولي " نعمتهم " : ان الجزائريين لا يريدون صداقات ولا صدقات . بل يريدون دولة قوية بحكومة ديمقراطية و عادلة ، و يريدون رئيسًا يعطيهم حقهم في الخدمة العمومية ، لا تفاهات و حماقات يجبرون على دفع مقابلها من عرق جبينهم...
ايها الرئيس ، ان الجزائريين يريدون ان يعيشوا نكباتهم في حياء و وقار ، لا ان يكونوا فرجة و حطبًا لنيران انتخابية ، يريدون مستشفيات لتضميد جراحهم ، و مدارس تعلم النشئ كيف يتعايشون مع الزلازل و ظواهر الطبيعة الاخرى ..يريدون جامعات تعلمهم كيف يشييدون بيوتًا تقيهم غضب الطبيعة لا ان تكون قنابل موقوتة ... يريدون تعليمًا دينيًا ليعرفوا ، ان هذا قضاء الله و قدره ... يريدون دولة تحفظ ماء وجهها ، و تصون كرامة اناسها ... يريدون وزراء يتحملون وزرهم ، و لا يبصقون تفاهتهم امام كل نكبة من نكبات الدهر...
يريدون رئيسًا يخترونه حبًّا و طواعيةً ... لا جهاز حسابات يترصد النكبات ليعبد بها طريق الانتخابات ...
يريدون اشياء كثيرة ... يريدون العزة و الكرامة ، يريدون ان يكونوا جزائريين على الاقل...!!
و ليكن في علم الرئيس ان الفرق التي هرعت لانقاذ المنكوبين ، ستعود الى بلدانها لتشهد بأن الجزائريين شعب عظيم يحكمه اقزام.