زومبي ..وفيلمٌ آخر!
هذا الصَّيفُ اللاهبُ
يشهدُ موتي
لم يشهدْ مثلي فرحاً يمضي
مختارا ليقبِّلَ شفةَ الموت ِ
لموتِ الطِّفلِ السابع يومَ الجمعةِ
في أحضانِ
الريحْ
تقذفُني كرةُ الأيامِ السبعة ِ
في ذاتِ المعبر ِ أعمارا ً خلفَ
التاريخْ
ضلَّت أيامُ الأعوام ِ على طرقي
المنسيةْ
عمري دربٌ منسيٌ
لا يشعل شمعةَ ميلاد ٍ
تُهدي شفتي قبلاتِ البسمةِ
والشرقُ غروبٌ في عيني
والغربُ شروقٌ دمويٌ
يا ليتَ دميْ
ليتَ دمي
قنديلُ الشَّفقِ الأحمرِ ِ
ليُكحلَّ عينَ الشَّمس ِ ذرى الأشجارِ وفرحَ العودةِ
عشقاً آخرَ يفرحُ
بي
تسبقني الحسرةُ يوماً يومًا قبلَ
العيدْ
تسبقُني نحوَ الموت ِ
ليومِ العيدِ ككبشِ
فداءْ
والمعبرُ عيدٌ
تحملُني أمِّي قنديلاً نحوهُ في
الصَّلواتْ
وعيونُ الشَّمسِ تُعمدِّني في بحرِ الشَّوْبِ لكي أغفو كي يصحو الموتُ فلا
أصحو
ضربةُ شمسٍ تسكبُها دمعةُ إبليس ٍ من بحرِ جهنمَ
فانطفأ فتيلُ دمي في قنديلِ
حياةْ
فاغتسلَ أبي بدموع حرّى في
لحظاتْ
شقَّت أمي ثوبَ
الفرحةِ
شهقتْ آخرَ آهةِ عمر ٍ وانتحرَ
الصَّوتْ
لم تُسمعْ أمّي
أذنُ الثديِ نداءَ
فمي
وقفَ حذاءُ الجنديِ ليزرعَ قبلةَ أشواكٍ
فوقَ جفوني في شَفَتيِّ
المعبرْ
صبُرأبي ذلٌ لا
يُنسى
تحرقهُ عبراتُ المنفى فوقَ جمارِ الصَّبرِ اللاَّهب ِ
في الصَّدرْ
شوقٌ في صدرِهِ يقتلُ
كالسكينْ
سيفٌ يقطعُ تذكرةً للموتِ
ليسمحَ بعبورِ الموتِ إلى أُفقِ
الشُّباكْ
والمعبرُ يفصلُ ما بينَ النّار ِ
وبينَ الجنةْ
والمعبرُ يفصلُ بين النار ِ
وبين النارْ
كشِباكٍ تُنْسجُ في وطنِ الأسماك ِعلى
الأسماكْ
لم يشهد مثلي فرحاً يمضي مختارًا
ليقبِّلَ شفةَ
الموتْ
ما أحلى ثغرَك يا
وطني
هل في قبلةِ قيس ٍ يا ليلى أَتزوَّدُها قبلَ سكونِ
الريحْ؟
قبل مسير الأسفارِ إلى وطن ٍ
آخرْ
أَتزوَّدُها قبلَ رحيلٍ أبديٍ
سفرٍ عني لا
يرحلْ
يصلبنُِي الطّابورُ أمامَ الشُّباكِ على حائطِ
موتْ
ظهري يجلدِه سوطُ الطَّابور ِ الخامس ِ يصنع شُبّاكا من
آحادْ
أحدٌ.. أحدٌ ..لبلالٍ يهتفُ في
البطحاءْ
أحلمُ في قبرٍ في بلدي كي أُحيي فيهِ بذورَ
شتاءْ
فأموتُ ليأتي
الدَّورْ
أصحو
فيمرُّ الموتُ ولا
يأتي
جنديٌ خلفَ الشُّباكِ تمترسَ
تتناقلُ في يدهِ الأختامُ
فيختمُ تصريحَ مرور ٍ
في كَفني
تتطايرُ لمتُهُ خلفاً بالريح الرَّطب ِ البارد ِ من تكييفِ هواءٍ
يشعلُ ناراً أُخرى تزحفُ نحوي
أمتارا
وجبيني رُغم الموتِ الأبديِّ سينزفُ من عرقِ
أبي
فمتى أعبرُ موتي عندَ المعبر ِ
ومتى يقرعُ أُذني جرسُ
الصمتْ؟
من ذا يسمعُ أغنيةً شوهاءَ
تُغنّى
من قربةِ ماءٍ مقطوعةْ؟
والقادمُ كفنٌ قربانُ فداءٍ في
عرسْ
واليومَ أُغنِّي أُغنيتي:
صوتٌ يقرعُ في أُذُني ولسانٌ مقطوعٌ
لا ينطقُ حرفَ الضّادِ لأعرفَهُ
هل تخرسُ لغتي؟
شباكٌ يقطعُ تذكرتي موتًا
زومبي..
فيلمٌ سينمائيٌ آخرَ يصبغُ
لُغتي
ليلٌ لا يدفئهُ كانونُ
شتاءْ
فيلمٌ دموي!
...
أبٌ يحملُ رضيعًاميتًا بين يديه قبالة معبر رفح ..وقد نبت الشوكُ الأشيبُ في ذقنه!