"دموع الرجال"
دموعُ الليلِ تخنقني
وأحْبِسُها فتفْضَحُني
أُسابِقها لأمْنعها
ومثْلُ البرقِ تسْبِقني
أكفكفها بترنيمي
فَتُدميني وتجرحني
على الأوطانِ نازفةً
أُؤرِّقُها ، تؤرِّقني
عيون الحزن تلسعني
بدمْعٍ ليسَ يَعْرفُني
أناجي الآهَ مُرْتَجِفاً
وشوقي صارَ يَلذعني
وَصَوْتي بُحَّ يْنشُدها
وشِعْري صارَ يَخْدَعُني
وكالأمطارِ هاطلةً
وبالسّاحاتِ تُغرقني
وأرجوها أيا عيني
كفى فالدّمعُ يَقتُلُني
يسيلُ الدّمْعُ كالجمرِ
على خدِّي فيحْرقُني
أنا يا دمْعُ مُلْتاعٌ
وصارَ النّومُ يَهْجُرُني
ألا تَهْدى فَتَرْحَمني
ومنكَ اليومَ تعْتِقُني
هَجمْتَ عليَّ مُلْتَهِماً
كما النيران تَخْطفُني
أنا يا دمعُ مَلْهوفٌ
فَمنْ يا قومُ يُنْقِذُني
أخافُ وهكذا ألمي
وحتّى الشِّعْر يؤْلمني
أَتتْبعني، ألا تدري
فكلُّ الهمِّ يتْبَعُني
أراني اليومَ مُنكَسِراً
ومن يا قلبُ يَكْسِرُني
دموعي لستُ أخشاكِ
فربُّ الكونِ يَنْصُرُني
رجوتُ اللهَ مَرْحَمةً
فَمنكِ اليومَ يَرْحَمُني
عدنان الشبول