وقفت يوما على قصيدة لأحد الإخوة [الشاعر طارق المهتدي]يتحدث فيها عن سبقه في الحب ، فوجدته قد غالى في زعمه السبق حتى كأنه أبو العشق وأمه ..وخشيت ألا يترك للعشاق بعده ما يتلمظون من طعم الحب عذبه وعذابه ..فأرسلت له على الفور أقول:
هو الحب أمسى ، لا أبا لك، موردي
فلست إلى غير الصبابة أهتدي
فقال طارق:
ألا بوركت من نحلةٍ نحلةُ الهوى
وحسبك منها حِلية المتعبِّدِ
فقلت:
فإن كنت لا ترضى الغرام شريعة
فهذا رداء الموت دونك فارتدي
فقال:
وأحضر حنوطاً ولتناد مغسلاً
ومر بعدها حفار قبرك يَلحِدِ
فقلت:
وإن كنت تخشى بالغرام تأثما
فأنت إذن؛ تهذي ولست بمهتدي
فقال:
لعمرك إني بالهداية عالم
وإن سبيل الحب منهاج من هُدِي
فقلت :
ألا إنني قد رزت ثوبك في الهوى
فألفيته أمسى قديما،فجدد