|
آهٍ من الإغواءِ لم يتوقَّفِ |
كالسيلِ لم يرحمْ و لم يَتَرَأَّفِ |
حاقت بنا أخطارُهُ حتى طغى |
و انسابَ في الدنيا بشكلٍ مُجحِفِ |
لمّا نأينا عن طريق المصطفى |
ظلماً ، و لم نعملْ بآيِ المصحفِ |
يا أيها الراوي حكاياتٍ لنا |
خُذ عن لساني قِصَّةً لم تعرِفِ |
أسَمِعتَ عن حسناءِ قريتنا التي |
سِيقَت طواعيةً لجُرمٍ مؤسفِ ؟ |
كانت إذا لبِسَ الظلامُ رداءَهُ |
تجري بإحساسِ الفتاةِ المٌرهفِ |
فتديرُ قرصَ الهاتفِ الرنَّانِ في |
صمتِ الدُّجى بغريزةِ المُتَلَهِّفِ |
من ذا يُجاريها و يُطفئ عندها |
ناراً تكادُ لحرِّها لا تنطفي |
كم ذا تمادت في الهوى ، ما همَّها |
نُصحٌ ، و لم تعبأْ بمُسديهِ الوفي |
هذا يقولُ لها اتقي ناراً بها |
قد تُحرقينَ ، و ذا يقولُ تعفَّفي |
و تحصَّني قبلَ المنامِ بسورةِ الـ.. |
رحمنِ أو بالمُلكِ أو بالزُّخرفِ |
لكنها بالكبرِ لم تُنصِت ، و لم |
تحفلْ بقلبٍ ناصحٍ مُتلَطِّفِ |
حتى هَوَت مكلومةً كفريسةٍ |
بشباكِ ذئبٍ شَرُّهُ لم يوصَفِ |
لم يرعَ فيها حُرمةً ، فاقتادها |
و انقضَّ فوق عفافِها لم يرأفِ |
يا أيها الراوي أتدري بعدها |
ما حال بنتٍ أسرفَت لم تُنصِفِ |
نَدَمٌ و حزنٌ و انكسارُ عزيمةٍ |
و دموعُ عينٍ لا و لم تتوقَّفِ |
من ذا سيقبلها و ما حَمَلَتهُ في |
أحشائها من فاسِقٍ مُتَعَجرِفِ |
يأسٌ أصاب حياتَها إذ أُوصِدَت |
في وجهِها أبوابُ فظٍّ مُرجِفِ |
فَتَقَدَّمّت صوبَ اللئيمِ ، و مُديَةٌ |
في ثوبِها خلفَ انكسارٍ تختفي |
طَعَنَتهُ طعنَةَ حاقِدٍ مُتَعَمِّدٍ |
مُتَرَبِّصٍ مُتَهَتِّكٍ مُتَخَوِّفِ |
خسِرَت بها في لحظةٍ من ضعفها |
طُهرَ الفتاةِ و عفَّةَ المُتَعَفِّفِ |
و غَدَت حكايتُها على رغم الأسى |
لحناً حمدتُ اللهَ أن لم يُعزَفِ |