|
هَلْ عَانقَ الليلُ شمسَ الكونِ في خَلَدي |
أمْ أنّها سَكْرَةٌ قَد أذهبتْ رَشَدي؟ |
عشرونَ عامًا من الرؤيا وما صَدَقَتْ |
إلا تفاصيلُ حلمٍ ذابَ فوقَ يدي |
أسْفَرْتُ عمَّ اسْتَفَزَّ الشَّعرَ مُحْتَسبًا |
ماليس يدركهُ جبريلُ من مَدَدِ! |
فلا غَلَبْتُ ضلالاتي ولا بَلَغَتْ |
نِصفَ الهداية مني ربةُ المَسَدِ |
أنا المسافرُ في غيبينِ ,خارطتي |
وذكرياتي التي مَلَّتْ وعودَ غدي |
أشعلتُ ألفَ طريقٍ فاحتسيتُ لظى |
ولفحةُ الشوقِ ترميني إلى البَرَدِ |
ذكرى,وتنصهرُ الدنيا مُوَلْوِلَةً |
كأنّها طُعِنَتْ إذ لامستْ جَسدي |
ياطالعَ الشؤمِ حسبي منك نازلةٌ |
تلوكُ ما تُنْضِجُ الأقدارُ من كبدي |
دعني مسجًّى هنا خلف الوجودِ فقد |
تَكَشَّفتْ لعنةُ الميلادِ عن نَكدي |
تسمّرتْ عند مهدي كلُّ والهةٍ |
ثكلى تحَنّطُ دَمعَ العينِ بالرَمَدِ |
أرى بريقًا كأنَّ الليلَ يلبسهُ |
وغيمةً في سماءِ القَحْط كالغَيَدِ |
أنّى اتجهتُ وجدتُ البحرَ متكئًا |
بينَ الضفافِ يناغي شهوةَ الأمَدِ |
صلَّتْ فروضَ النوى دهرًا مراكبنا |
والخوفُ ينزعُ عنَّا كلَّ مُعْتَقَدِ |
وشاطئ الملحِ يَجْتَرُّ العيونَ أسًى |
كأنّهُ رُقْيَةٌ تُفْضي إلى الحَسَدِ! |
ليتَ الوجوهَ تعرَّتْ مِنْ مَلامِحِها |
يومَ اللقاءِ وليتَ الخِلَّ لم يَعِدِ |
عادَ المحبونَ بالأفراحِ كلُّهمو |
وعدتُ أحملُ حزنَ الأرض في جسدي |
أمْ من كمثلي؟ ويغتالُ السؤالُ فمي |
ويلفظُ الصمتُ أنفاسي إلى الأبَدِ |