كليلة ودمنة ..شعر
هذه القصيدة هي محاولة مني لنظم قصص مشهورة جدا فى كتاب
كليلة ودمنة
القصة الأولى
من ينصح غيره ولا ينصح نفسه(الثعلب والورقاء ومالك الحزين)
زعَمُوا قديمًا أنَّ ورقاءًا بَنَتْ ***عُشًا على غصنٍ لها في الغابِ
تغدو تروحُ على الصّغارِ سعيدةً***وتعيش في خيرٍ وفي ترحاب
فأَتى اليها ثعلبٌ متسللٌ***ومضى يهدّد كاشرَ الأنياب
صاح المكير يريد نصف صغارها*** أين الوليمة أين نصف رقابي ؟
هيّا اقْذِفي لي نصفَهمْ أو كلّهمْ *** فالصبر ينفذُ أسْرعي بجوابي
فرَمَتْ لهُ نصفَ الصّغار لخوفها ***وبجهلها صارتْ حديثَ الغابِ
فشَكَتْ لخلّ من رفاقٍ حولها *** ولمكرِهِ شأن لدى الأتراب
قال الصَّدِيقُ لها إذا ما قد أتى ***قولى لهُ اصْعدْ دَوحتي وصعابي
لن يستطيع إذاً و يرجع خائباً***ويعود بالحسرات دون جواب
ومضى زمانٌ ثم جاء مُناديًا: *** الجوعُ أَتْـعَبنى وسالَ لُـعابي
قالت لهُ إن شئتهمْ فاصْعَدْ لهمْ***لامِسْ إذا رُمْتَ الصّغار سحابِي
قال المكيرُ وقد تعجب حائرًا*** من ذا أشار بذا من الأصحاب؟!
قالت لهُ (الْبِلشُونُ )علَّمني الدّهَا ***وبفضل حكمتهِ نجا أحبابي
فمضى المكير بحسرةٍ متوعدًا*** بلشونهَا يومًا بشرّ عقاب
فأتاهُ قال هزَمْتَنى. مُتساءِلاً ***:أَتُقَاوِمُ الأقذاءَ بالأهداب؟!
أرِني إذا ما هبّ حولك عاصِفٌ*** كيفَ الجفونُ تكونُ كالأبواب؟
فانْساقَ يُغْلِقُ عَينَهُ بِجَهَالةٍ*** فانْقَضَّ يَنْهَشُ فيهِ بالأَنياب
((ياناصحًا للغير نفسك أولاً***أولى بما أهديتَ للأصحاب))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله أن تنال إعجابكم