أرجو ألا يسبقني أحد في الدخول إلى تفاصيل حروفك أيتها السامقة ؛ لأنني هذه المرة أريد أن أستأثر بالجمال وحدي .. لم أكن قبل ذلك أنانيا ، ولكنني أريد أن أكون ذلك الأناني هذه المرة ، ولكن هيهات ، فجمال حرفك يتوزع على أمة بأكملها، ولا أبالغ - والله- وما زلت أصر على أنني لم أقرأ منذ زمن حروفا بهذه الروعة ؛ فلله درك من أديبة ..
إن صورة هذا البيت الرائع نقشت على صفحة جميلة ، وامتزجت في انفعالات روح أسماء العميقة، فطبعت الحروف بالرقة والعذوبة، والتعلق بأكناف الجمال .. تبقى ذكريات البيت الدافئ عابقة في ضمير المبدعين، فلا انعتاق من سحرها، تلح عليهم متى ما جاء أوان القلم .. ذكرتني أيتها النقية وأنت تخرجين من دفتر مذكراتك رائحة البرتقال،والذكريات ، وكل ما عايشك عيانا وعشته روحا؛ أقول: ذكرتني بأبيات لنزار ، لا أبرح حروفها أينما ذهبت:
هذي البساتين كانت بين أمتعتي......لما ارتحلت عن الفيحاء مغتربا
فلا قميص من القمصان ألبسه....... إلا وجدت على خيطانه عنبا
كم مبحر وهموم البر تسكنه....... وهارب من قضاء الحب ما هربا
مع الفارق أن نزار قالها وهو يغترب عن وطنه ، وأنت قلتها وأنت غريبة في البيت الذي تقطنين فيه ؛ نعم إنها غربة المتميزين..
أسماء : أنت رائعة .. بل أنت الروعة نفسها..
اكتبي يا أسماء .. وستجدينني دائما أنتظر عند ضفافك