بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اردنا ان نضع امام القارئ مشهدا يقارن به بين حكامه اليوم وحكامه بالامس لن نكتب له عن حال حكام اليوم فحالهم ظاهر للعيان ولا يخفى على كل ذي بصيرة ولكن الواجب تذكير القارئ بمواقف حكام المسلمين وامراءهم لنضع الخط المستقيم بجانب الخط الاعوج لنظهر اعوجاجه لمن لا يملك بصرا ثاقبا او من اختلط عليه الامر ليحدد اين هو الان واين كان يمكن ان يكون لو ان حكام اليوم يتحلون بتلك الصفات ويقفون من الامة تلك المواقف التي كانوا يقومون بها فيرى بام عينه الفرق بين اليوم والامس لعله يغار على تاريخه فيعمل لان يتغير حكام اليوم بحكام يقودون الامة كما قادها حكام المسلمين بالامس
ونسوق هنا بعض من من مواقف الامراء لعل القارئ يرى كم هو اليوم ذليل في ظل هكذا حكام
1- أخرج ابن المبارك في كتاب الجهاد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام ونال منه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجاً وإنه لا يغلب عسر يسرين "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا" الآية آل عمران 200.
قال فكتب إليه أبو عبيدة أما بعد فإن الله يقول "أنما الحياة الدنيا لعب ولهو" إلى قوله "متاع الغرور" الحديد 20، قال فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال يا أهل المدينة! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ارغبوا في الجهاد.
فلله در أبي عبيدة
2- أخرج محمد بن سعد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا بن عيينة عن بن أبي نجيح قال عمر لجلسائه تمنوا فتمنوا فقال عمر لكني أتمنى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح.
وروى الذهبي بسنده (لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباءً شديداً فقال إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فإن سألني الله عز وجل: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمةٍ أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)
هاتان الروايتان تبينان قدر أبي عبيدة عند عمر رضي الله عنهما) قال الذهبي سنده حسن
فلما وقع طاعون عمواس وفيه أبو عبيدة وضرب الحجر على من كان في الوباء ومن ضمنهم أبو عبيدة, أراد عمر رضوان الله عليه أن يستخرج أبو عبيدة من الوباء,
فروي عن أبي موسى الأشعري بإسناد حسن قال:
أني كنت مع أبي عبيدة بالشام عام طاعون عمواس, فلما اشتعل الوجع, وبلغ ذلك عمر, كتب إلى أبي عبيدة ليستخرجه منه
بسم الله الرحمن الرحيم
من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أمير جند المسلمين أبو عبيدة أن سلام عليك, أما بعد:
فإنه قد عُرضت لي حاجة أريد أن أشافهك فيها, فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي إلا تضعه من يدك حتى تُقبل إليَّ.)
قال أبو موسى: فعرف أبو عبيدة إنما أن يستخرجه من الوباء, فتبسم ثم قال: يغفر الله لأمير المؤمنين, ثم كتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أمير جند المسلمين بالشام إلى أمير المؤمنين عمر, إن سلام عليك, أما بعد يا أمير المؤمنين:
إني قد عرفت حاجتك إليَّ, وإني في جند من المسلمين, لا أجد بنفسي رغبة عنهم, فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله فيَّ وفيهم أمره وقضاءه, فحلّلني من عزمتك يا أمير المؤمنين ودعني في جندي.
فلما قرأ عمر الكتاب بكى.
فقال الناس: يا أمير المؤمنين!! أمات أبو عبيدة؟؟
فقال عمر : لا وكأن قد.( ذكره الطبري في التاريخ وابن حجر في الفتح وقال إسناده حسن)
فلله در أبي عبيدة أمين الأمة حقا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته