أتتْ تسائلني..والآه تخنقُها..
تجودُ بالقولِ في لومٍ وفي عتبِ
أمِنْ جديدٍ غدتْ في الشعرِ منزلةٌ
أسْكنتَها الحبَّ في سامٍ من الرُّتـَبِ
وذي قصائدُك الثكلى تبوحُ بما
قدْ خالجَ الصدرَ من شوقٍ ومن وصَبِ
لله قلبكَ..! ما ينفكُّ من وجعٍ
حتى يعودُ كمن يلتذّ بالنّصَبِ
قد كانَ في ما مَضى يسمو بموعظةٍ
واليومَ في نزَقٍ يلهو كقلبِ صبيْ
أما حفظتَ لهذا العمرِ مرتبةً
والشيبُ خطّ سطورَ العمرِ في كتُبِ
أم صرتَ شيخَ الهوى.. تفتي بشرعتِهِ
تتلو ترانيمَ أشواقٍ.. فواعجبي..!
تقتصُّ منْ وَرِعٍ جوراً فتجلدهُ..!
والصبَّ تمنحُهُ صفحاً ولم يتبِ؟
أقبلةً للهوى !...إنْ رمتَ تقصدُها
ولّيتَ وجهكَ شطرَ الأعينِ الهُدُبِ !
أتحسبُ الحبَّ سهلاً أنت تعبرهُ
قدْ خضتَ لجّاً على طوْفٍ من الخشَبِ
حتى تصيحُ إذا أُدرِكْـتَ في غرَقٍ
: .. يا ليت شعري!.. ولا مَنْجـى من العطَبِ
إلا الغفورُ ..ألا فاستغفر الله منْ
منطوقِ نظمكَ ..والأهواءِ واللعبِ
فقلتُ : ما ذاكَ من ذنبي فأنكرهُ
وما بطيفِ هوىً قدْ جدّ في طلبي
ما تلكَ إلا شجوناً كنتُ أحبسُها
ألا فكفّي نداءَ اللومِ والعتبِ
ولّـتْ طيورُ الهوى ..ما عدتُ أُدركُها
حتى انشغلتُ بتلويحٍ ..فلم تجبِ..
ولّـتْ طيورُ الهوى ثمّ اعْتلتْ أفُقاً
أنّـى أطولُ وقد طارتْ بمُطّلَبـي ؟
ألا دعيني أُسرّي النفسَ من ألمٍ
أرُوضُ قوليَ من شعرٍ ومنْ أَدبِ
دعي الهوى ..لأُناجي حينَ أُنشدهُ
طيفاً منَ الصفوِ.. أوْ أصفو من الكُرَبِ
"بانتْ سعاد".. بها كعب ٌيبثُّ جوىً
والحبُّ مطلعُها ..في مدحِ خيرِ نبيْ
إنْ كنتُ شيخَ الهوى والحبُّ مثلبةً
فلا تكوني إذاً حمّـالةََ الحطبِ