قصيدة المشاركة في مسابقة رابطة الواحة
بعنوان ( وبقدر قربك َ كان عنك قصيّا )
ألبستَها ثوبَ الهوى عذريّا ... وكسوتها إحساسك الدريّا
وبعثتَ من موتِ المواجع ذِكرَها ... وأقمتَهُ في العالمين فتيّا
وأذبتَ قلبك في كؤوسِ فؤادِها ... وسقيتها شهد الغرامِ شهيّا
ونقشتَ في سفر المحيبن اسمها .. ليظل في صحف الهوى مرويّا
ومنحتَها فوق الذي ترجو المنى ... ونثرتَ وردَك بكرةً وعشيا
وأبحتَ قلبك لاحتلالِ غرامِها ... وجعلتَ غيرَ غرامِها منفيا
وطويتَ سرَّ الحب إلا عندها .... ومنحتها قلب الصفاءِ وفيّا
ورسمتَ للأحلامِ ألفَ مدينةٍ ... لتنالَ فيه العرشَ والكرسيّا
وعزفتَ أوتار الفؤاد بحبها ... فانساب لحنُ العاشقين شجيّا
وتحدثت عنها بلهفتكَ الدنا ... فاستشرفتْ فردوسَها المخفيّا
ونهضتَ من كبوات جرحك عازماً ... تجني النجومَ ونورَها السحريا
وأعدت للدنيا ابتهاج شبابِها ... وبدأت سعيَ الطامحينَ قويا
وتلفتت عيناك ذاتَ غيابةٍ ... فرأيت قلبك بالجفا مصليّا!!
ورأيتَ يا للحزن قلبك ظامئاً... ممن سقاها بالغرام سخيا !!
ورأيتَ قصتك التي لم تبتدئ .. كانت ختامك قبل أن تتهيّا!!
ورأيت مَن في الحب قد أفردتَه ... كتبَ الفراقَ وكان فيه حفيّا!!
وبقدر شوقك كان مدُّ فراقِه... ووفاك كان بصدِّه مجزيّا !!
وبقدر بذلك كان بخلُ شعورِهِ ... وبقدر قربك كان عنكَ قصيّا !!
وبقدر قلبكَ قد غدا متقلباً ... يروي الثناء بظلمه عكسيا!!
فبقيتَ يبن الموت واللاموت لا .. تدري أتفنى أم ستُبعثُ حيا؟!!
ورأيت دنيا الحب ساهمةَ الرؤى .. لا تملكُ الدنيا لجرحك شيّا!!
وكوتك أسواط الوداع بقهرِها ... فبسمتَ تدفنُ حزنَك المخفيّا !!
ولئن مضت كيف الهوى في قلبَها .. أتروم ظلا بعدها يُتفيا ؟!!
كانت كأمك في الغرام فإن مضت .. قدراً أتقطعُ حبلها السريا!!