السلام عليكم ورحمة الله
موشح (سنا الأندلس)
جادَكَ الغَيثُ إذَا الغَيثُ هَمَى== يا زمانَ المجدِ يا عهدَ المـُنَى
يا زمانًـا كُنْتَ فِينَا حُلمَا == مرّ طيفًا خَاطِفًا مثلَ السّنَا
باسمًا عذْبَ المـُحَيـّا كُلَّمَا == جدّدتْ ذكراهُ أيَّامُ الهَنـَـا
جَادَهَا لمَـَّا هَمَى مَاءُ الحَيـَا == ونَسيمُ الصُّبْحِ أَوْ رِيحُ الصَّبَـا
وسرَى يَشْدُو مع الَّليلِ الضِّيَـا == وبدا الصُّبحُ فقَالا مَرْحَبَا
************************************
هَذِه أمْجادُنـَا لَـمْ نَنـْسَهَـا==ذاتَ يومٍ كَانَ لـِى فيها مَكَانْ
عَهْدُهـَا كان ابْتِسَامـًاوَبـَهـَا ==لـَمْ يَزَلْ نُورًا عَلَى مَرّ الزّمَانْ
والأَمَانِي ضَاحِكَاتٌ حَوْلَهَـا==كعروسٍ قَدْ بَدَتْ بَينَ القِيَانْ
يَا دِيَارَ العُرْبِ مَاذَا قَدْ جَرَى؟!==َكيْفَ ضَيَّّعْتُمْ رُبَـا (الأَنْدَلُسِ)؟؟!
وَاعْتَرَاكُمْ مِنْ خُطُوبٍ مَااعْتَرَى==فَوَقَعْتُمْ في رَحَى المـُفْتَـرِسِ
********************
لَوْ بَكَيتُمْ بَدَلَ الدّمعِ دمَـا == هَلْ يُعيدُ الأَرضَ دمعٌ و أَسَى؟!!
قد مَلَلْنَا مِنْ بكاءٍ كُلَّمَــا == قيلَ ضَاعَتْ في صَبَاحٍ وَمَسَا
أَوَ يُجْدِى أرضَها أن ننْدَمَـا؟!==وَهْىَ في قيدٍ وتشكوا المِـحْبسَا
يا زمانـًا لم يزلْ في خاطري==مجدُهُ بين العلا كالشُّهُبِ
قدْ غَدَتْ في قبضةٍ للغادرِ==وغَدَتْ بعدَ الهَنا في الكُرَبِ
********************
أينَ (إِشْبِيلِيـَّّةٌ) لمَـّا شَدَى ==تاجُها الّليثُ الأَبِيُّ (المُعْتَمِدْ)؟!
و(ابنُ عمَّارٍ) كَصَبٍّ قدْ حَدَى==وَ(ابنُ زَيدونٍ) إذا ما قيلَ سُهْدْ
إيهِ يا (مَنصورُ) قدْ فرّ العِدَى==إذْ رأَوْا في (حاجبٍ) عزمـًا وَجِدْ
أين(إدْرِيسِيُّهَا)أين ابنُ زهْرْ ==وَ(ابنُ رُشْدٍ)وَ(ابنُ بيطارٍ) وَ(حَزْمْ )؟!
هم نجومُ العلمِ كانوا كَالمـَمَرْ==بين أشباح الدّياجى والظُلَم ْ
***************************************
إيه يا (زَهْرَاءُ) يا أمّ القلاعْ ==يا ربوع المجد والنصر المبينْ
(نَاصِرٌ) في بـَهْوِهَا الَّليث الشُّجاعْ==وملوك الغرب في ذلٍ مهينْ
حمل السيف ولَـمْ ينْسَ اليراعْ== فَازْدَهَتْ (قُرطُبَةٌ) في كلِّ حينْ
عاشقٌ للفتح إنّي عاشقُ== لانتصاراتٍ ومجدٍ زاهر ِ
هل سيأتي ذاتَ يومٍ (طارقُ)؟؟==فاتِـحاً في جيشِ نصرٍ ظافرِ
*****************************
يا زمانَ الفتحِ يا عهد المـُنَى ==لمْ يزلْ من عهدك الماضي بريقْ
فاطْلُـبُوا مِمـّنْ بغى حقًا لـنَا==واعْبُروا خلفَ الأُلى جَازوا المضيقْ
منْ هُنا مرّ الأُسودُ إلى السّنـَا ==لم يزلْ في إثرهمْ نورُ الطَّريقْ
(طارِقٌ) أو (يوسُفٌ) أو (دَاخِلُ )==سَطَروا في أرضها مجدًا تَليدْ
خلفهمْ بحرٌ خِضَمٌّ هائلُ==كان دربًا للفتوحاتِ جَدِيدْ
*****