الأم : ـ
ولدي إشراقةَ يومي وأمسي
ضحكةَ عيني ، ودمعي
قلبي فداؤكَ لحظة قنوطكَ ، أو يأسك
روحي تُرفرف حوَاليك
في بِعادك أو قُربك مني
الابن :
يا أمي أنتِ كلُ كياني وإحساسي
أنتِ من وهبتني من بين دمكِ ولحمكِ
لبناً سائغاً ، كان بمشيئة الرحمن
أساس تكويني وذاتي .
والآن تحملين همي ، وتبكين لدمعي !
فدمعك يا أمي أغلى من أن يُذرفَ ،
أو تمسَّه الأكُفُّ .
الأم : ـ
سرْ ياولدي فوق أرضي ، فلقد فرشتها بكل زهور عمري
فكن محلقاً فوق السحاب كأنك فارسٌ مهاب
وما كنت إلا هذا الفارس المِقدام
فدوماً سأُُحلق معك وأطير
فاحمل عنك ما شئتَ من الأحباب ِ
فسوف أكون نبض روحك في هذا الفضاء
وجناحين تغدو بهما حيثما تشاءُ .
الابن : ـ
بساتين الزهور يا أمي تزدان ،
بل تزداد بهاءً بنور صبحكِ ومساكِ
وعمارة بيتي ، وكل حياتي
من عبير أنفاسِك تدعين لي بالنجاحِِ
في كل أعمالي .
الأم : ـ
ولدي وشوق عمري ، وريحانةَ شبابي
على صفحة كل نهرسوف تجد لي رسما
ساجداً رافع الأكفِّ ، يبتهل من أجلك ويصلي
بأن يكرمك الإله بزهرة تهديها لي
وتكون من أصل صلبك
فيزداد النبع بالماء
ليروي هذا العطش للحنان .
الابن : ـ
تلك الزهرة يا أمي صورتها منكِ
وقد سميتها على اسمك
بعد أن رفعتُ هامة رأسي بذكرك
فها أنا أُهُديكِ أجمل زهورِ عمري
نتاجَ نبضي وحبي
لتناديكِ (جدتي ) طوال صُبحي وأمسي .