FF6600
رجاءًًً : إذا كانت أعصابك لا تحتمل ، لا تقرأ القصة
الذئب و الفريسة
قصة واقعية بقلم : نزار ب. الزين*
-------------------------------------------
تسمع هدير السيارة ، ترتعش ،
يتوقف الهدير ، تزدادا إرتعاشا و رعبا ،
تشاهده يكشف طرف الخيمة ، فتصرخ و تصرخ ؛
يتقدم منها و قد ركَّب إبتسامة صفراء فوق لحيته الصغيرة ، (( لماذا تخافين مني يا صغيرتي )) يقول لها بصوته الوحشي ، ثم يضيف : (( لقد أحضرت لك صديقي حمود كما أحضرنا لك كبابا و حلويات .. هيا كلي بالهناء و الشفاء )) تجيبه بمزيد من الصراخ و بلغة لم يفهم منها حرفا ، ربما كانت تستنجد بوالديها " همس لنفسه " ، يحاول إرغامها على الأكل ، تزدرد لقيمات ثم لا تلبث أن تتقيأها ؛ (( ترفضين الطعام ؟ هذا شأنك ، و لكنك لن ترفضي المتعة ... )) يعاود ربط يديها ، يملأ فمها بقطعة قماش قذرة ليخرس صوتها المبحوح ، ثم يلتفت إلى صديقه حمود : (( تفضل قبلي !!! ))
يتقدم حمود ، يشمئز ، يرفض ، يبتعد ....
يتقدم عبد الرحمن ، فيمارس وحشيته ..
(( حرام عليك يا رجل إنها طفلة ... إنها تموت ، إنها تنزف ! )) يقول حمود مستاءً ، فيجيبه عبد الرحمن متسائلا بينما لا يزال يلتهم ضحيته : (( تقول طفلة ؟ إنها في التاسعة يا رجل ! )) ..
يزداد إشمئزاز حمود ، تخالطه مشاعر الإشفاق على الطفلة و الندم لأنه رضي بمرافقة صديقه ، و الغضب منه بل و إحتقاره ، يخرج من الخيمة و يجلس في السيارة مضطربا منزعجا تتقاذفه الأفكار ..... و النوايا ! .
(( ظننتك رجلا يا حمود )) يقول لصحابه - ممازحاً - بعد أن فرغ من إلتهام ضحيته ، فيجيبه حمود : (( و أنا ظننتك آدمياً ! ))
(( لماذا أنت هكذا خجول مثل البنات يا حمود ؟ لقد تناوب عليها منذ إختطفتها كل أصدقائنا المشتركين ، و خرجوا جميعاً شاكرين ، إسأل راشد ، إسأل شارخ و إسأل عبد الله ، كل أفراد مكتبنا في دائرة المخابرات أعجبتهم الوليمة ! إلا أنت.؟!. ))
يصمت حمود و هو يكاد يبكي !
*****
بعد أن إعتلى منصة المشنقة مرغماً ، التفت عبد الرحمن نحو الجماهير المحتشدة ، فصاح يخاطبهم : (( لماذا أنا وحدي ؟!... كلهم كانوا شركائي ، جميعهم دفعوني لإختطاف الطفلة ، راشد و شارخ و عبد الله و جسار و غلام ؛ زملائي في مكتب المخابرات جميعهم دفعوني و شاركوني ثم تخلوا عني .. )) و إذ علا صياحه أكثر ، أسرع منفذ حكم الإعدام ( العشماوي ) فغطى رأسه بكيس أسود فانكتم صوته ، ثم ما لبث جسده أن تدلى فأخذ يتراقص في الخلاء كديك مذبوح ؛ ثم نفق...
بينما كانت الجموع المحتشدة تهلل و تكبر .
--------------------------------------------
**نزار بهاء الدين الزين
مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري
البريد :
nizarzain@adelphia.net
الموقع : [url]www.FreeArabi.com[/url
]