وشاح الحزن
في مساءِ الحياةِ أخلعُ همَّ العمرِ كما تخلعُ بدلةَ نهارِكَ و أُعلّقُ خوفي على شجرةِ الياسمين
أيمكنُ أن آخذَ قسطا من النسيانِ عند أرصفةِ الذاكرة و أتسلقَ للهروبِ من حاضري، فالحياةُ فيها الكثيرُ من التفاصيلِ العبثيةِ التي تتلون بخدعةِ المصادفاتِ المتقنةِ، هذه المصادفاتُ الموقعةُ باسم القدرِ لا أعلمُ أتقاطُعها هبةٌ من الحياةِ أم صفعةٌ على وجنةِ أيامنا
منذُ عبرتَ قلبي تسللاً وتحركتَ في نهاياتِ أعصابي تعيشُ فيَّ كوطنٍ أسكنهُ و يسكننُي
فلا تتركني في غيابةِ الوقتِ ألونُ الثواني بقلقي وأغزلُ الحزنَ وشاحًا أُلبسهُ لليلي، ولا تلقِ بي في صحراء الوهمِ ترتديني فأصبحُ سرابًا أتشققُ عطشًا لك
أنا امرأةٌ من وجعٍ فلا تمطر ملحًا على أشلائي، حررني مني واروِ ظمأَ العمرِ الذي لم يأتِ بعدُ
لا تجعلني أجلسُ على عتبةِ الانتظارِ طويلاً فتُظلَلني سحابةٌ سوداءُ تحجبُ نوركَ عني
إفتحْ نافذة الربيعِ فآلهةُ العشقِ عطشى لقطراتِ الأملِ من راحتيك
أليسَ جنونا أن أكونَ سعيدةً إلى ذلك الحدِّ و أنا أعلمُ أنني لا أملكُ سوى بِضعِ دقائقَ
لمَ أُفسدُ سعادتي بالتساؤلاتِ التي ستُعيدُ لي صوابي
سأحتفظُ بجنوني فأمامي متسعٌ من العمرِ لكي أتعذبْ .