رأيت الاسلام و لم أرَ المسلمين ..
هذه مقولة تنسب لشيخ الأزهر المرحوم (محمد عبده) ... وبعد طول تأمل أجد أن الأمر يحتاج إلى اعادة تأمل .. قبل مئة سنة كان الفارق بين باريس والقاهرة بالقياس الصناعي والزراعي والصحي والتعليمي فارق مخيف !! وماهو مثير والذي شاهده الشيخ أن صناعة الإنسان وهي أهم ما في الموضوع .. إنسان الشرق لايعرف نفسه لكنه يعرف ربه ، وإنسان الغرب يعرف نفسه ولا يعرف ربه ... هكذا يتضح من ظاهر قول الشيخ ...اعتقد أن الشيخ عبده - رحمه الله - لو سافر هذه الأيام .. لقال : رأيت حربًا على الاسلام بأيديهم وبأيدي المسلمين ..
أنا من الذين يؤصلون لعنصر ( التأسيس العلمي للثقافة ) فأنطلق من قراءة الواقع وفق غايات من يتحكم بمصير الثقافة نفسها .. والثقافة التي جعلت الغرب ينزف في حريبن عالميتين أكثر من 55 مليون هي ثقافة تحتضر إنسانيًا ..
لن ينفعنا وجه المقارنة بين إنسان الشرق وإنسان الغرب .. فكليهما ضحية خطاب مشوه ..
.. ثمة ثقافة سلطوية تشيع في كل الأرض وثمة فكر يغتال المعنى الإنساني في كل بقعة في الأرض .. لقد خطف الإنسان ... وصار لعبة بيد سماسرة السياسة الكونية وصار رقمًا كأي رقم وصار سلعة كأي سلعة .. الحرب اليوم هي على الإنسان من خلال إشاعة أفكار مثل ( اسلمة الارهاب ) وتشويه الخطاب الشرعي وبالمقابل نجد من يرفع شعار ( عالمية الإسلام ) وأنا من هؤلاء تجدنا نقف في مواجهة مع هذا التناقض ... فمجلس الأمن هو مجلس الحرب وكل مؤسسات العولمة اليوم تهدد مصيرنا كما تهدد مصير الغربيين أنفسهم .. فماذا نحن فاعلون ؟؟؟
سؤال يدخلنا أو يخرجنا من الجنة أيها الفضلاء الأتقياء الأنقياء الأصلاء ..