القصيدة الثانية .... حاملُ المسك
--------------
خالد عباس بلغيث
--------------
بـيـنـي وبــيـن حــروفـي حـائـراً وقـفـا
مــوسّـد الــبـوحِ لا غــنـى ولا اعـتـرفـا
تــشــذّبـت فـــيــه آمـــــالٌ مــجـنّـحـةٌ
وأغـصـنت فـيـه ذكــرى الأســى نـتـفا
قــالـت لـــه صـافـنـات (الــوَاحِِ) مُــدَّ يــداً
وكــلّـمـتـهُ بــقـايـا الـكـائـنـات كــفــى
وسـاءَلـتهُ الأمـانـي الـبِـيضُ فـيمَ رمـى
عــلــى أريـكـتـهـا الإصــــرار وانـصـرفـا
غــاوٍ ؟ .. ولـكـنَّ فــي عـيـنيه مـعـجزةٌ
جـــافٍ ؟.. ولـكـنّـهُ لا يــعـرف الـصّـلَـفا
تـــبــارك الله مـــــا أبـــهــى نَــظَـارَتـهُ
لــو أنــه مـن عـيون (الـملتقى) اغـترفا
يــا حـامـل الـمسك يـا أصـداء بـسملةٍ
صـلّى عـلى وجـنتيها الـحرفُ واعـتكفا
يـا غـيمةً مـن عـبير الـروح مُـذْ وهَجَتْ
تــهـلّـلَ الـعـمـرُ فـــي أردانـــه وصــفـا
يا حامل المسك بُحْ فالصمتُ يحبسني
فـي داخـلي والـتجلّي في يدي ارتجفا
يا حامل المسك بستان الرؤى ثملٌ
فكيف جافيته من بعد ما ألِفا
يا حامل المسك قُلْ .. قال المدى قلِقٌ
وعـــازف الــنـاي عـــن ألـحـانـه عـزفـا
( لا يــعـرف الــشـوق إلا مــن يـكـابدهُ
ولا الـصـبـابـة إلا مــــن بــهـا اتـصـفـا )
إنـــي تـوهّـمـتُ مــيـلادي فـعـاجـلني
لــمّـا تـبـرعـمت مـــوتٌ يـشـبه الـتّـلَفا
سـيـقت خُـطـاي لــوادٍ غـيـر ذي ودَقٍ
ومـا اسـتبان سـبيلي مـا الـذي اقـترفا
يـا صـاحبي فـي شـفاهي ألـف نـائحةٍ
وفـــيَّ ألـــفُ ســمـاءٍ تُـمـطـر اللهفـــا
وفـــــي مــتـونـي عــذابــات مــغــردةٌ
وفـي مـداي جـمعت الـحزن و الشظفا
أبـكـي وفــي هـامـتي مـلـيون سـنبلةٍ
غـيـداءَ تـحـمل فــي أحـشـائها الـتَّـرَفا
يــا صـاحـبي لا تـلمني .. قـلتُ مـعذرةً
لـكـن قـلـبي الــى الـبـوح الـلذيذ هـفا
قـــال الـــذي عــنـده عــلـمٌ ومـعـرفـةٌ
أنـــا سـآتـيك بـالـعرش الــذي كـسـفا
أســرج قـناديلك الـولهى عـلى كـتفي
فـسوف أكـسوك مـن أضـوائها الـشرفا