|
أشْجتْ لُـحوني النـايَ والأوتـارا |
فَنَسَجْتُ منْ أنغامهـا الأشـعارا |
كمْ سال في كـفّي هَـدِيلُ حَمَـائم ٍ |
وانْسـابَ يَعْبُرُ بالشَّدى الأقْطـارا |
ويَهُـزُّني سِحْرُ الـحروفِ فأشْتَهِـي |
بِفَضَـائهـا التحليـقَ والإبحـارا |
"يـاأُمّ ياسـينَ" انتظـاري ملَّنـي |
جَلَبَ السُّهـادَ وشَـرّدَ الأفـكارا |
مثّلتُ وجْهَكِ شَمْسَ بيتـي كُلّمـا |
طلعتْ تشُـدُّ لِنورِهـا الأبْصـارا |
سـاق الـهوى أطيـافَـهُ لجفونهـا |
فتعمَّـدتْ أهْـدابُهـا الإنكـارا |
وبـدتْ تُغـالبُ حِسَّـها بِتَـجَلُّدٍ |
فـانفكّ حَبْلُ صُمودهـا وانهـارا |
وتـورّد الخـدُّ النَّـدِيُّ بحشمـةٍ |
ومضى الحـياءُ يُخَبِّـئُ الإصـرارا |
إنـي لأذْكرُ عهـدنا فَيُـعيدُنـي |
طفـلاً أروحُ وأغتدي الأوكـارا |
ملأتْ أناشيـدي الـدُّروبَ "بقلعةٍ" |
إذْ كـان يُطربُ شدْوُنـا مَنْ زارا |
ولقـد نَبَى قَدَري فكـان تَفَرُّدي |
حـدثاً تَحـدّى وقْعـُهُ الأقْـدارا |
سبعٌ من السنوات شِبْنَ فمـا وَهَى |
عَـزمي ولا قَطَعَ النَّوى الأخبـارا |
ورجعتُ أسكبُ في الحروف صَبابتي |
وبـدا الهوى في مهجـتي مُحْتـارا |
لكنَّ منْ زَرَعُوا الدُّروبَ حَسائِكـاً |
عَجِبُوا لِشَـوْكٍ أنبتَ الأزهـارا |
وإذا الشُّموعُ كـأنجمٍ بسمـائنـا |
وإذا التـواضعُ ينجبُ الإكبــارا |
لله درّكِ مـا كتبتُ قصـائـدي |
إلا ليقري بحـركِ الأنهـــارا |