ساحة حوارية إيجابية
وإن كانت المشاكل والحلول معروفة جميعا وتعج بها كتب الفقه والسيرة والسنة وكتب علم الاجتماع ، فأرى المشلكة تطبيقية أكثر منها تنظيرية ، ويبقى من المفيد التعرف على بعض الجزئيات المنغصة واستشفاف حلول لها من خلال الحوار .
لعلي أفضل في مثل هذا الحوار أسلوب التعبير الذاتي للرجال عما يزعجهم من زوجاتهم وتعبير النساء عما يزعجهن منهم . وإبقاء النصيحة بشكل عام من كل جنس لأفراد جنسه فهو أدرى بهم .
أضيف أن الأمل معدوم في إزالة نقاط الخلاف الأزلية التي ترجع إلى الطبائع المختلفة للذكر والأنثى ، ويحل التفهم والتقبل هنا بدلا من الحل .
كذلك أرى أن الحال بين الزوجين الذين يكثر بينهما الخلاف يجب أن يكون صيغة ما من التعايش ووقف إطلاق النار أو الهدنة من أن يكون انتصارا لجانب على الآخر ، وإلا وصلنا إلى واحد من ثلاثة طرق ، الانفصال ، أو استمرار العلاقة الزوجية مع قهر أحد الطرفين وانطوائه ورضوخه على مضض - وغالبا ما تكون الزوجة هي الضحية - ، أو حياة من جحيم الخلاف والمواجهة اليومية .
أرى كذلك بشكل عام أن الرجل يتحمل مسؤولية أكبر من المرأة تتلخص - إضافة لما يطلب منهما معا - في تقبل طبيعتها العاطفية ومزاجها المتقلب ونسيجها الأنثوي العضوي والنفسي الرقيق وما يترتب على كل ذلك من أساليب في التعبير ووسائل في الانتصار والمواجهة مقابل عنفوان الرجل وغلظته وتفرده في كثير من الأحيان بالقرار والنفقة مدعوما بحق القوامة الذي غالبا ما يساء استخدامه والإرث الاجتماعي المنحرف كثيرا عن الصواب .
أما المرأة فأحملها بشكل عام مسؤولية الراحة المنزلية والتربية والنظام والهدوء والاقتصاد في النفقة وحسن المظهر والرفق والصبر . ولعل الخلل في واحد أو أكثر من هذه الوظائف هو أكثر ما يوقع الخلاف بين الزوجين .
تحيتي لكم جميعا