قصيدتي "مصر الكنانة" التي شاركت بها في حلبة اللقب أضعها بين أيدي الأحبة في قسم
الشعر الفصيح آملا أن تنال إعجابكم
مادت بنا الأرضُ والأنذالُ قد خانوا
واستوطنتْ في قلوبِ الناسِ أحزانُ
تأبى الخطوبُ رحيلاً عن مرابعِنا
مذ سادَ في النّاسِ رعديدٌ وخوّانُ
ألظلمُ يفتكُ بالأرواحِ يهلكُها
والقلبُ صارَ كمن وافاهُ بركانُ
والنفسُ تألمُ والآهاتُ تحرقُها
حينَ استبدَّتْ بأمرِ الخلقِ جرذانُ
رباهُ تشكو إليكَ النفسُ من فتنٍ
فيها اللبيبُ كريمُ الأصلِ حيرانُ
فرعونُ عادَ وعادت كلُّ طغمتِه
قارونُ يحكمُ والعرّابُ هامانُ
إعلامُهم دَجَـلٌ رُوّادُه سَقَطٌ
لا يعتريهِ سوى زورٌ وبهتانُ
دستورُهم تُرَّهاتٌ قامَ يكتبُها
ربُّ السوابقِ حشّاشٌ وسكرانُ
أمّا الفتاوى فحدِّثْ دونَما حرجٍ
إفكٌ يلوحُ وقد أملاهُ شيطانُ
زوراً تورَّطَ في إصدارِها نفرٌ
أهلُ النذالةِ والإسفافِ مذ كانوا
يا أزهرَ الخيرِ قد وافتكَ جائحةٌ
كأنها من عظيمِ الهولِ طوفانُ
فيكَ الأكارمُ قد هدَّتْ عزائمَها
تلكَ الخطوبُ وكم من هولِها عانوا
أمّا السجونُ فقد ضاقت عنابرُها
ذو العقلِ يسجنُ والمعتوهُ سجّانُ
البلطَجِيُّ غدا في النّاسِ ذا شرفٍ
أمّا الشريفُ فللأوطانِ مختانُ
صهيونُ باتَ قريرَ العينِ مبتهجاً
وابنُ العقيدةِ قد وافاهُ خذلانُ
بئسَ الجيوشُ جيوش الذلِّ تقتلنا
أما العداة فأصحابٌ وجيرانُ
يا مُشعلَ النّارِ فيمَ النّارَ تشعلُها
تردي الأخُوَّةَ والأحقادُ نيرانُ
يا جيشَ مصرَ متى الأوغاد تخلعهم
حتى يعودَ إليكَ العزُّ والشانُ
يا أمَّة َالخيرِ إنَّ النصرَ موعدُنا
مهما تطاولَ في الأكوانِ أقنانُ
أرضُ الكنانةِ عينُ اللهِ تحرسُها
فيها الهواصرُ ما ذلّوا ولا هانوا
تأبى الأسودُ عبيدَ الغربِ تحكمها
النفسُ ترخصُ والأرواحُ أثمانُ