بين بهجت الرشيد واحمد مطر
......................... احمد مطر :
المنشق ..
أكثَرُ الأشياءِِ في بَلدَتِنـا
الأحـزابُ
والفَقْـرُ
وحالاتُ الطّـلاقِ .
عِنـدَنا عشرَةُ أحـزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُلِّ زُقــاقِ !
كُلُّهـا يسعـى إلى نبْـذِ الشِّقاقِ !
كُلّها يَنشَقُّ في السّاعـةِ شَقّينِ
ويَنشَـقُّ على الشَّقّينِ شَـقَّانِ
وَيَنشقّانِ عن شَقّيهِما ..
من أجـلِ تحقيـقِ الوِفـاقِ !
جَمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَراً
والبَـرْدُ بـاقِ
ثُمّ لا يبقـى لها
إلاّ رمـادُ ا لإ حتِـراقِ !
**
لَـمْ يَعُـدْ عنـدي رَفيـقٌ
رَغْـمَ أنَّ البلـدَةَ اكتَظّتْ
بآلافِ الرّفـاقِ !
ولِـذا شَكّلتُ من نَفسـيَ حِزبـاً
ثُـمّ إنّـي
- مِثلَ كلِّ النّاسِ –
أعلَنتُ عن الحِـزْبِ انشِقاقي !
بهجت الرشيد :
ما أكثر الأحزاب في الآفاق ، وكلها تدعوا إلى الوئام والوفاق ، وتحفر تحت صاحبته الأنفاق ، وكل حزب عنده قائمة طويلة ، عريضة رشيقة ، للقضاء على الفساد والإرهاب ، وهو في دمار وخراب ، وكلٌ له أجندة سياسية ، وبرامج اقتصادية ، وجريدة يومية ، للدفاع عن المظلومين ، ومساعدة المحتاجين ، فيعطونهم علبة قهوة ، وبيت من خيمة ، ألا يعلمون أننا نحتاج إلى أمن وأمان ، وسلامة وإيمان ، وصدق شاعر الإسلام ، محمد إقبال المقدام ، إذ يقول :
إذا الإيمان ضاع فلا أمـان ......... ولا دنياٍ لمن لم يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين ......... فقد جعل الفناء له قرينا
قالوا رفاق ، فما رأينا غير النفاق والشقاق ، وسوء الأخلاق ، وهرج في الأسواق ، وقصور تناطح السحاب ، وشعوب تأكل التراب ، وفنادق خمس نجوم ، لأهل الفسق والمجون والسُموم ، وفي الانتخابات ، تتطاير التسعات ، تتلوها التسعات ، والسجن مفتوح بابه ، لا تعرف ماهيته ، حتى تدخله ، وبين كل مخبرٍ ومخبرٍ ، مخبر ، حتى عن نفسه يُخبر ، يتابع للناس همسهم ، ويتبع ظلهم .. أهملوا الدين والتوحيد ، وسيرة الصديق وخالد بن الوليد ، وصاروا ماركسيين وعلمانيين ، ليبراليين وحداثيين ، همهم دنيا الفناء ، وسعيهم في الآخرة هباء ، لذا ضربت عليهم الذلة والهوان ، والخزي والخذلان ، يركضون ركض الوحوش ، ليملؤوا الكروش ، ويثبتوا العروش ، فلا أشبعهم الله ، ولا أبقى لهم المنصب ولا الجاه ، عملهم مبتور ، وسعيهم غير مشكور ..
نسألك اللهم عفوك ورحمتك ، ورضاك وجنتك ، والتوفيق والسداد ، والأمر الرشاد ..