هذا المساء .....
أتاني الشتاء وأنت لست معي ...
ما زلت أخاف الشتاء كلما خطفك مني السفر ...
أخاف البرد يعصف بأوراقي ... يقتات من نبضاتي .. ويحرق بقسوته ياسميناتي ....
أتاني هذا المساء ... وبضع كلمات منك فقط نثرها هاتف الصباح كانت الزاد لسهرتي هذه .. أتكفيني حتى هروب الليل صباحا..؟؟؟؟
سأسهر رغم البعد وإياك ..!!!! أنا وعاشقة القمر ... أو لست قد قلت لي يوماً : حين تنظر للقمر ستراني أنظر إليك ..
سنسهر معا نصطلي الأشواق ونتذوق دفء أيامنا القادمات ... تتعانق القلوب وتذوب بيننا المسافات .. ونشعل الحريق في الغابات ....!!!
.......................
أتاني الشتاء ورحلة الليل أوشكت أن تبدأ المشوار ...
أنا والقمر ودفؤك ساهرين .... جاء الشتاء ينثر بضع غمامات في السماء تراقص القمر ... وتعلن مواسم الشتاء ....
ماذا أخبرك ....؟؟؟؟
ما إن سافرت حتى عاودت جراح الأشواق مجددا بالنزيف ... تتلوى من ألم البعد .. وتئن من وجع الوجد الساكن في أعماقها ....
ماذا أخبرك ....؟؟؟
ولا أدري ما وجعي ....؟؟ أهو الشوق الممتد في غياهب الروح نسغاً وحياة ....!!! أم هو أنين قلب فارقه نبضك ..!!! أم هي العيون ما عادت تملك اليوم إلا طيفك تتشبث به الأهداب ..!!! أم هي صدى همساتك فلا أصغي في دهر الغياب إلى سواها ...!!!
......................
الهاتف يرقد صامتاً قربي .... يكاد صمته يخنقني .. بل وتولد من صمته ألف دمعة ودمعة تغص ألماً في صدري ... وتتراكم في نظراتي الواجمة القلقة التي أرهقها الانتظار ....
ألم يكن وعدنا أن يكون مرسالنا في ليلنا البارد هذا ...؟؟؟؟؟
...................
مضى الليل بنا قطاراً من الحنين .... أنا وأنت وقمر شاحب يلوح بالوداع فاجأه الشتاء .......
قد أوشك الليل أن يصل محطته الأخيرة .... أنا وأنت وبلور من الأشواق يتكسر بنا برداً .. وباقة من أنفاسنا وطيفك المتكئ قربي تبث الدفء في ساعاته الأخيرة .....
مر القطار يتهادى ... يرمي تعِباً قربنا بخطواته الأخيرة في رحلة دثرها البرد وسكن أعماقها دفء حب أقسم ألا يموت .. أن يحيا وأنفاسنا توأماً لا يفترقان ...
..................................
الليل ممتد السكون إلى المدى ... ونبضنا العاصف وحده من يهز صمت ساعاته الأخيرة ....
أبداً تمدين جناحاتك على خيالاتي ... تلونيني بالأحلام وترسمين على دقائقي عينيك في اللحظة ألف مرة ومرة ....
وتصرين أن تكوني العطر في كل أنفاسي ....
أمل دافئ وحلم من ربيع يثور وسط شظايا العمر ......
فتغدين العمر كله .... بل ويغدو العمر أنت ... يشتعل بشقائق النعمان ... وتزدحم دروبه بالياسمين ... وتهتف البلابل من وراءنا لنيسان فريد ......
....................................
تنهيدة فكت قيودها هاربة من أنفاسي ... امتزجت بوعدك المنتظر ... هَمسَتْ لي : ألا تغفو ... فالهاتف ما زال صامتاً .... والفجر يهتف بميلاد صبح جديد ..........