جربي قلقي تعالي جرِّبي قلقي
و ذوقي منْ معاناتي و خَلِّ الدَّمْعَ في الحَدَقِ
و عيشي في براكيني و في غضبي , و في حَنَقي
و سيري في شراييني مع النَّبضاتِ , و اِنطلقي
بصدْرٍ لاهثٍ باكٍ و قلبٍ ثائرٍ , نَزِقِ
و ضُمِّي النارَ و اِسْتَعري من الأشواقِ و اِحْترقي
تُرى أَحْسَسْتِنِي أَذْوِيْ بِمَوْتٍ أَصْفَرٍ يَقِقِ
يَمُصُّ الروحَ منْ شفتيَّ مَصَّ الدَّمِّ بالعَلَقِ
يبثُّ السُّمَّ في رئتيَّ في شريانيَ الصَّعِقِ
تعالي جرِّبي يوماً مَذَاقَ الموتِ و اِسْتَرِقي
سماعَ الصوتِ منْ نَفَسٍ على الأَضلاعِ مُنْسَحِقِ
سماعَ نحيبِ أَوْرِدَةِ ظِمَاءَ الروحِ و الرَّمَقِ
كفى يا طفلتي مَرَحاَ و نامي اليومَ في مِزَقي
لكي تَسْتَشْعِري ألمي بلا زيفٍ و لا مَلَقِ
لكي تتمَعَّني خَلْقي و كي تَسْتَمْلحي خُلُقي
و كي تسْتَنْكري سيفاً عطفتِ بهِ على عُنُقي
و زِدْتِ الطَّعْنَ ضَارِبَةٌ بحَدِّ مُمَزِّقٍ حَذِقِ
فغيَّبَ فيَّ نَصْلَتَهِ كطمْسِ الشَّمْسِ في الأُفُقِ
و فَرَّ مُضَرَّجَاَ بدّمٍ بهِ منْ حُمْرَةِ الشَّفَقِ
و بَدَّلَ فجرَ أشواقي بليلٍ داكنِ الغَسَقِ
فبعثرَ كُلَّ ألواني سوادٌ قدْ طوى أَلَقي
تعالي , يا مُعذِّبتي و شُدِّيني من الغرقِ
فقلبي خاضعٌ طَوعَاً بِرَهْنٍ , بَيِّنٍ , غَلِقِ
و راضٍ منكِ مولاتي بِأنْ أَحيا , على أَرَق
تعالي , واهْطُلي مَطراً على صَحْرايَ مُنْدَلِقِ
و لُفِّيني بِوَهْج النَّا رِ , زِيدي الحرَّ , واِنْدَفِقي
قصيداً سوفَ يكْتُبُهُ دمي . والقلبُ , منْ ورقِ